زكريا محمد محسن
زكريا محمد محسن

ما تدفعه في المستشفيات الخاصة مخالف للقانون ..!!! 

الطب مهنة إنسانية سامية وجليلة لا يوازيها شرفاً أية مهنة أخرى مهما علا شأنها وشأوها ، ولكنها وللأسف الشديد قد تحولت اليوم في بلادنا إلى مهنة تجارية واستثمارية تسعى إلى تحقيق الربح فقط دون الالتفات إلى الاعتبارات الإنسانية والواجبات الدينية والأخلاقية ، بعد أن استبد الجشع والطمع بقلوب الأطباء إلا من رحم ربي ، وأصبحوا عبيداً للمال ضاربين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقسم " أبقراط " وميثاق شرف المهنة والأخلاقيات الطبية عرض الحائط .. !!

وبرغم الأموال الطائلة التي يجنيها الأطباء والمستثمرون في القطاع الصحي بيد أن المرضى لا يجدون سوى تشخيصات خاطئة ووصفات طبية مفخخة تجلب لهم مزيداً من الأمراض ، وأخطاء طبية قاتلة نظراً لإهمال الأطباء وتقصيرهم واستعجالهم في تنفيذ العمليات وإجراء المعاينات ليتسنى لهم مقابلة أكبر قدر ممكن من المرضى الذين يدفع الواحد منهم رسوم المعاينة والمقابلة لوحدها ما يزيد عن أربعة آلاف ريال ناهيك عن المبالغ الباهظة نظير الفحوصات والعلاجات وغيرها التي ترهق حتى الأغنياء فما بالك بالمعدمين وذوي الدخل المحدود لأنها قد حطمت الرقم القياسي وأصبحت مبالغ خيالية .. وهذا بالطبع مخالف لقانون المنشآت الطبية والصحية الخاصة - والذي بموجبه تحصلت تلك المنشآت على تراخيص مزاولة المهنة -  وبالذات للمادة رقم (3) من هذا القانون والتي تنص  : " يهدف قانون المنشآت الطبية والصحية الخاصة إلى نشر الخدمات الطبية والصحية الخاصة في المدن والأرياف وبما يُمكّن المرضى من الحصول على تلك الخدمات بسهولة ويسر وبتكلفة معقولة تتناسب مع كرامة المهنة ونوعية الخدمات المقدمة ". وعلى هذا تعتبر معظم المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة مخالفة لهذا القانون وهو ما يتوجب سحب التراخيص عنها وإغلاقها ، أو إلزامها بإعادة النظر في الرسوم الباهظة التي تفرضها على المرضى .

وأما عن سوء المعاملة ورداءة الخدمات فحدث ولا حرج ، كما أن كثيراً من تلك المستشفيات الخاصة لا تهتم بالنظافة مطلقاً فتجد الذباب والصراصير تتنقل بحرية في أروقتها وبين الأسرة وهذا قد رأيته بأم عيني - وأيم الله - في أحد مستشفيات الضالع المرموقة ، ومع ذلك لا نجد لوزارة الصحة وبالأخص إدارة المنشآت الطبية والصحية الخاصة أي دور في مراقبة تلك المنشآت ومحاسبتها عن الإهمال والتقصير والعبث الحاصل في أروقتها والذي نتج عنه خدمات متردية وأخطاء طبية بالجملة ، فضلاً عن الاستحواذ على أموال المرضى وأكلها بالباطل  ..!!.

وما يحز في النفس إن أولئك الأطباء الذين صاروا من الأثرياء بين عشية وضحاها لم يكتفوا بـ " الهبر " في المستشفيات الخاصة بل أنهم متشبثون بالوظيفة العامة ولا يجدون غضاضة في استلام مرتباتهم من وزارة الصحة شهرياً رغم أنهم لم يداوموا  في المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية ولو لساعة واحدة  .... فيا للعجب على هذا الفساد والحال المشين الذي وصل إليه أطباؤنا الأفاضل  !!  زكريا محمد محسن