زكريا محمد محسن
زكريا محمد محسن

يا سلطات الضالع من ينصف هذا المعاق ..؟!!.. 

الإعلام المحلي وحتى العربي يسلط الضوء دائماً على قيام الحوثيين بالسطو على الإغاثات والاستحواذ عليها بهدف توزيعها على أنصارهم ، وهذا شيء جميل لكن هذا الإعلام يغفل في ذات الوقت عما تقوم به بقية أطراف النزاع ويغض الطرف عن ممارساتها المشابهة لنهج الحوثيين مع الإغاثات ، أي أن ذلك الإعلام منافق يكيل بمكالين ويقحم العمل الإغاثي والإنساني في النزاع ويجعله رهينة للأجندات السياسية ضارباً بالإنسانية عرض الحائط وإلا ما كان له أن يغطي سطو الحوثي على الإغاثة في مناطق سيطرته ويتجاهل التلاعب بالإغاثات في المناطق المحررة .. وأنا بالطبع هنا لا أبرئ الحوثيين وأخلي ساحتهم ، وإنما أقصد بأن جميع أطراف الصراع تستخدم الإغاثات استخداماً سيئاً وتسخرها لخدمة أجندتها السياسية. 

 

ففي مدينة الضالع وما جاورها - على سبيل المثال لا الحصر - استبشر المواطنون خيراً عندما علموا بأن الانتقالي سيقوم بالإشراف على توزيع الحالات الجديدة التي أضافها برنامج الغذاء العالمي لعدد من مديريات المحافظة ومنها مديرية الضالع ، اعتقاداً منهم بأن الخير في طريقه للمحتاجين والفقراء وأن العدالة والشفافية في التوزيع قد انتصرتا ، وأن تسلط المندوبين ومجاملاتهم ومحاباتهم مع الأهل والأقارب والأصدقاء قد انتهت وبلا رجعة ، ولكن يا فرحة ما تمت ..!!.

 

فرؤساء مراكز الانتقالي بدلاً من أن يكسبوا المواطنين إلى صفهم بالعدل والمساواة بين الناس ، ومحاسبة المندوبين على التلاعب بالحالات وإسقاط الفقراء والمحتاجين وجدناهم أنفسهم غير نزيهين ويمارسون الوصاية على المندوبين من أجل فرض اسماء من يريدون مقابل الرضاء عن المندوبين والتغاضي عن فسادهم .. تصوروا ففي مربع معابر تم إسقاط مواطن مريض نفساني ومعاق في آن واحد ومعدم وأب لأربعة أطفال وليس لديه أي مصدر دخل ، من الحالات الجديدة للغذاء العالمي وقد علمنا أنه لا يتم تسجيله في أي إغاثات البتة سوى في سلة هائل سعيد أنعم التي توزع أحياناً قبيل شهر رمضان وقد شملت الجميع الغني والفقير ، لأنه لا يملك الواسطة والجاه والمال .. فمن ينصف هذا المعاق وأمثاله ؟!!!.. أم أننا في زمن الوحوش القوي يأكل الضعيف ؟!!.. الله المستعان كيف تغيرت النفوس وتبدلت الطبائع وهم لا يملكون من السلطة إلا النزر اليسير ، فكيف سيكون الحال معهم إذا صاروا دولة بالفعل؟!

 

 وللعلم معظم تلك الحالات الجديدة قد ذهبت لأنصارهم ولمعارفهم ممن هم ليسوا في حاجة إليها وأنا مسؤول عن كلامي ، وأتحدى الانتقالي والمندوبين أن تكون عندهم الجرأة والشجاعة الكافية لنشر كشوفات المسجلين .. أتحداهم ..!!.

 

ختاماً على مكتب التخطيط والسلطة المحلية وبرنامج الغذاء العالمي وشركائه في الضالع أن يوقفوا تلك الحالات حتى يتم التحقيق في كافة الشكاوى التي تصلهم بالمئات يومياً والبت فيها ، ما لم فإنهم جميعاً مسؤولون أمام الله وشركاء بالفساد والتلاعب الحاصل اليوم والذي يشيب لهوله الولدان. 

زكريا محمد محسن