زكريا محمد محسن
زكريا محمد محسن

إلى أين يمضي بنا التحالف ؟

لطالما تجنبنا الخوض والحديث عن ممارسات التحالف في المحافظات المحررة - أو بالأحرى المحاصرة- حتى لا يفرح العدو ويعتبر ذلك انتصاراً له ، ولكن اليوم وبعدما طفح بنا الكيل وبلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر جراء سياسات التحالف التي يمارسها عنوة بهدف الإخضاع والإذلال والتي أدت إلى وضع متدهور وواقع مخيف ليس في الجانب الاقتصادي والمعيشي فحسب بل في كل مناحي الحياة وأخطرها الملف الأمني ، وبسبب كل ذلك لا بُدّ لنا من الكتابة ، ولا مناص من نقل معاناة الناس الذين وصل الحال بالكثير منهم إلى أن يتمنوا الموت ويرونه أهون وأفضل مما هم عليه ، ولسان حالهم يقول كما قال الشاعر : ألا موت يباع فأشتريه فهذا العيش ما لا خير فيه..!!.

 

فلا نعلم إلى أين يمضي بنا التحالف ، وكل ما نعلمه أننا قد أصبحنا اليوم وبفضل التحالف الذي يدعم الكل ضد الكل نعاني من الانفلات الأمني وانتشار الجريمة بمختلف أنواعها بصورة قد لا تصدق ، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة هنا أو هناك لاسيما جرائم القتل والاغتيالات التي عادة ما تقيد ضد مجهول ، وأما انتشار المخدرات والحشيش الذي كنا لا نشاهده إلا في المسلسلات والتمثيليات المصرية والخليجية فحدث ولا حرج ، فقد أصبحت في متناول اليد ، وأصبحت هناك الكثير من العصابات التي تمتهن إغواء الشباب وأخذهم في طريق الإدمان والتعاطي والانحراف. 

 

 والسبب في كل ذلك هو التحالف الذي بدلاً أن يبني لنا أجهزة أمنية قوية قادرة على مكافحة الجريمة ونشر الأمن والطمأنينة في قلوب الناس ونكون نموذجاً يحتذى به ، عمل جاهداً على تشتيت العمل الأمني وتفريخ الجهاز الأمني إلى أكثر من جهاز وقوة حتى أصبح لدينا اليوم العديد من المسميات الأمنية حتى أن الواحد منا يعجز على إحصائها والإحاطة بها جميعاً ، وأسندت مهمة الأمن إلى أناس يفتقرون إلى الخبرة وغير مؤهلين للعمل الأمني لأن معظهم أساساً - إذا لم يكن جميعهم- أتوا بهم من خارج الجهاز الأمني ..!. 

 

وقد يقول قائل لا دخل للتحالف في كل ذلك ، فنقول له أن التحالف هو الآمر الناهي في كل شاردة وواردة ، وما الشرعية وضرتها الانتقالي إلا دمى وأراجوزات بيده يحركها كيفما شاء ومتى ما شاء ولهذا فهو يتحمل أمام الله ثم أمام العالم مسؤولية كل ما يحدث ويجري.  

زكريا محمد محسن