يُخطئ من يظن أن مشكلة ابين وتعثر مشاريعها وتأخرها التنموي تكمن في رأس هرمها المتمثل في محافظها وان كان يناله جزء من مسؤولية هذا التشظي والنفور الوظيفي و المهني ووكالة الأمر الى من يأكل ناقة وجمل مرافق الدولة. مشكلة أبين تكمن في بعض ابنائها المدراء العموم في المرافق الحكومية الذين يبخسوا أبين واهلها حقوقهم وينتقصون من مكانتها والعجب الذي يسحب معه آلآف الاهات! لماذ ارتضى هؤلاء النفر ان يقدموا فوائدهم على حقوق ابين وساكنيها. قبل يومين فاجئنا زميل وصديق من عدن يعمل في إحدى المؤسسات الوسيطة بين المنظمة الداعمة والمستفيد المحلي هذا الاخ اطلعنا على مراسلات بينه وبين احد مدراء العموم احد المرافق بأبين ولكم ان تتصوروا كمية الوقاحة التي وردت في رسائل المدير....وهو يطلب باقتسام ثلثي المبلغ بينه وبين مندوب المؤسسة والاكتفاء بتنفيذ المشروع بثلث المبلغ الممول من منظمة...! والمطلوب تنفيذه في عدد من قرى المديريات! اجزم ان المدير....؟ ليس الاول ولن يكون اخر من يطلب حصته من منظمة جاءت لتنتشل وضعيته ولتحفظ ماء وجه وتتدخل في مهام اختصصاته ففي كل مرفق سنجد قصص مشابهة للمدير المطالب بنصيبه من المشروع. لا عجب لان التسابق على أشده للاكتساب من المنصب في ظل الصراع القائم بين طرفين ينازع كل واحد منهم الطرف الآخر السلطلة لتحقيق مكسب فردي ليس إلا! مدراء العموم قد احالوا مقراتهم الى اقطاعيات خاصة والمدير العام فيها الآمر الناهي بلا رقيب او حسيب يرتدع بقليل من التصرامة التي تقف امام أنانية المدير الفلاني المتصف بالانانية مرة وباللصوصية مرات أخرى كثيرة .. ان الناظر بعين المتفحص المستطلع لما تم انجازه على مستوى تلك المرافق يقف بذهول فاغر فاه امام عقولهم المتصلبة والتي غادرها الابداع منذ جلوسها على كرسي الادارة بتلك المرافق. فكل شي عندنا لا يكتمل.. ركنوا عقولهم ومنحوها إجازة دائمة وحضرت كروشهم التي لم تعرف التفريق بين دقيق النازحين وصابون الدقيق فكلاهما سلع قابلة للبيع. مدراء العموم المتعجرفون في تعاملتهم الناقصة بسبب انهن يقرطون كالبقر تماماً كل مخصصاتهم فوقها مدفوعات المنظمات العينية والمادية وهنا مساحة للعجب تتمثل في خلو جميع مدراء عموم المحافظة من المبادرة الشخصية في محاولة منهم لتحريك المياه الآسنة التي تحت اقدامهم في اروقة مكاتبهم.... تصوروا معي كيف ان بمقدور مدير مكتب التربية ان يعمل طفرة في العملية التعليمية بخطوات صغيرة تشجعية مبتدعة لا تكلفه حتى الظهور مرتين في المكاتب الخاصة بإدارته.. ولكم ان تتصور ان مدير مكتب الصحة يستطيع هو الاخر انعاش الوضع الصحي والمجال مفتوح له وميسر مع قليل من الجهد الذي يلزمه تحديد عمل المنظمات والمؤسسات التي تشغل بالمحافظة ويتم التستر على عملها بغية الظفر بقرش احمر ينفع في يوم اسود .. الوضع معقد في ابين في ظل هذه العقول التي تبلدت وقد تصلبت تلك العقول عن التفكير بتطوير مكاتبهم الخدمية تلك والحال مثلهم في مؤسسة الكهرباء والاتصالات والصحة التي تحولت الى مغارات يصعب فيها الخروج بمعلومة يستطيع الزائر ان يظفر بتوقيع يتمم به معاملته او ينجز بها شكوى او يفسر بها شغلهم وصرفياتهم وتعاقداتهم وطريقة شغلهم حيرت عقل كل لبيب و لن تستطع ان تجد من يفسر لما هذه الرتابة والفشل الاداري ... ستضيع اعمارنا ونحن ندور في الفراغ... الادارات مدارت للنهب وتقطيع اوصال الموظفين واحالت كثير من الشرفاء الى التقاعد القسري والقهري. انها لعنة قد حاصرت مفاصل الجهة المدنية الباقية لنا... أيعقل ان المهندس صالح بلعيدي هو الاستثناء من هذه الشلة التي قتلها الروتين واصابت كل متعامل معهم باليأس... بالله عليكم كيف نال مدير المياه كل ثناء جميل من كآفة شرائح المجتمع في ابين. هذا الاستنتاج يقودنا الى حقيقة ما بداناه اولاً... اننا نهتم بالمقدمات فور التعين ثم يبدأ العد التنازلي للموت السريري وللتبلد العقلي والمهني. جذوة نار سرعان مايبرد لهبها والمصيبة الكبرى ان الارتباط النفعي بين الادارات العامة السالف ذكرها قد اصاب الفروع بمديرية خنفر بالوهن والكساح العقلي وتعطلت معهم جميع حركاتهم التي من المفروض انها تجلب البركة لهم... تصوروا معي الوضعية التي تعمل فيها مكاتب خنفر بصورته الشللية المقيتة التي تجلب الغثيان من تردد نفس الوجوه وسيطرتها على مالذ وطاب من الدعومات والدورات والحملات... وفي الجانب الاخر يقف مدراء بتعاملات عنجهية التبريرات تحت تأثير النظرات الشمسية داخل مكاتبهم اضحت ابرز العناوين بتلك الاماكن. للاسف البعض اصبح معروف بغناه الفاحش في ظل تحول مرافقهم الى التعامل الخفي مع اللاهوت الأناء النفسي لتنظيم قنوات ربحية متمثلة بزرع اشخاص في منظمات واماكن يتقاسم معهم المدير المردود النقدي.. فقط هم ممثلون المدير في اماكن الصرف. بالله عليكم تتبعوا خطوات مدراء العموم وبعدهم خطوات مدراء الفروع بالتأكيد ستصلون الى نتيجة واحدة ان جميع مدراء العموم قد تحولت مكاتبهم الى مقابر للاحياء بذات الوجوه والهيئات الآدمية المتمصلحة، دون تحقيق انجاز واحد بعيدآ عن الروتين اليومي الممل لهم. انظر الاتصالات تابعوا الصحة ركزوا على الكهرباء راقبوا التربية..الخ... جميعنا يناضل للوصول مثل الفوارس الابطال الخوارق ولا تكتمل اسباب النصر وحينها تفرقنا المصالح مثل القطيع... اول من يكتشف طريق المنايا للاسف و بغباء نقع فيها. ومثل اخطر المحققين نكتشف علاج الامراض ونتجاهل طرق التداوي . العدوى السلبية والامثلة كثيرة لا تقف عند قضايا المخدرات التي تم طمس كل تفاصيل اكتشاف عناصرها لتصبح قضاياها من اخوات كان الناسخات. على ايدنا رسمنا خارطة الكثير من التحولات وكان ابناء ابين جزء لا يمكن تجاهله في تلك التحولات بغرب البلاد الى شرقها وجنوبها. لكن يظل عدم الاهتمام بالخواتيم من اكبر عيوبنا التي نحن بحاجة الى ترك عاداتها و التخلي عنها... من المعلوم ان ابين وابنائها هم بوصلة لكل المخارج لانهم معين متدفق لا ينضب وبعزائمهم القوية التي تسهم بفاعلية في ترجيح كفة المنتصر. . للأسف نقول ذلك بمرارة فقد اضحت المؤهلات المطلوبة للشخصية التي يجب ان تكون قريبة من مصدر القرار في أبين هي القدرة على فتح ابواب للاسترزاق بطريقة شللية يصل سهم كل نفر منهم الى مكانه وبالطرق المتفق عليها سلفاً. في عملية شفط تتم في وضح النهار يقابلها شعور بعدم المسؤولية من كآفة الشرائح وهم ينظروا الى هذه الثلة وهي تتقاسم موارد المحافظة..... أبين تُدار بطريقة شللية تتقاسم هذه الشلة خيراتها ليلاً ونصيب الاسد من موارد المحافظة واقل من القليل يتم توريده نهاراً للمحافظة. بتنا نصيح اين موارد المحافظة من ضرائب وتحصيل وواجبات ونحن نعلم انهم هناك اسماء لشخصيات معينة تقتسم جزء منها وجزء يذهب حولات وجزء مصروفات يومية (غدا وقات). وللقصة بقايا من ألم. .والى الله المشتكى!