رغم الظلم والجور والإجحاف الذي مارسته صنعاء بحق الجنوب عامة والضالع خاصة ، بيد أن الحال كان حينها أفضل بكثير مما هو عليه اليوم لاسيما في خدمة الكهرباء التي كانت شغالة على مدار الساعة ولا تنطفئ إلا إذا لحق بها عمل تخريبي من قبل " كلفوت " وعصابته التخريبية ، ويكون الانطفاء في عموم البلاد ولا يتعمدون قطع التيار عن الضالع لوحدها فقط كما هو حاصل اليوم بعد أن أصبحت محافظتنا الثورية تحت رحمة تحكم كهرباء عدن ..!!
وقد بلغت معاناتنا مع انقطاع الكهرباء أوجها هذه الأيام التي ابتكر فيها تحكم كهرباء عدن طريقة جهنمية توغر الصدر ، حيث يتعمد تحكم عدن قطع التيار عن الضالع طيلة اليوم ولا يشغلونه إلا في الهزيع الأخير من الليل ولمدة ساعة أو ساعتين أحياناً حتى يقال أن الكهرباء في الضالع شغالة ، ولهذا فالانطفاء بالنسبة لنا أفضل بكثير من التشغيل لأنه أولاً لا يستفيد أحد من التيار ؛ فالسواد الأعظم من الناس في مثل تلك الأوقات المتأخرة تغط في سبات عميق ، وثانياً حتى تسقط مزاعم تحكم عدن بأنه يشغل التيار يومياً في الضالع ..!!
وحقيقة ما كان تحكم عدن يجرؤ على الإقدام على قطع الكهرباء عن الضالع بهذا الأسلوب الفج وبلا سبب لو كانوا يعلمون أن لدى الضالع محافظ بحق وحقيقة يولي أمور محافظته الاهتمام الكافي ويتابع على اعتماد وتثبيت حصة الضالع التي استطاع مدير عام كهرباء الضالع انتزاعها بجهوده الحثيثة ومتابعته المستمرة لولاء أن خذلان المحافظ له وعدم مؤازرته والوقوف إلى جانبه جعل كهرباء عدن تنكث بوعودها التي قطعتها .. مع العلم أن الضالع لا تحتاج سوى 2.5 ميجاواط على أكثر تقدير وهي نسبة ضئيلة جداً لا تكفي حتى لأصغر شارع في عدن ، وهذا يؤكد أن قطع التيار الكهربائي عن الضالع ليس نتيجة العجز الحاصل في عدن كما يقول تحكم عدن ، وما ذلك الإدعاء إلا مجرد أعذار واهية لا تمت للواقع بصلة ، فحصة الضالع لا تؤثر البتة في حجم التوليد في عدن سواء كانت الكهرباء في الضالع شغالة أم منطفئة ؛ فالأمر سيان ، لكنها السياسة اللعينة قاتلها الله.
ختاماً من العار على دول التحالف النفطية الغنية أن تكون الضالع الصغيرة وبعد العام السادس من تحريرها غارقة في الظلام الدامس طيلة تلك الفترة رغم أن هذه الدول قد تعهدت أمام العالم قاطبة بتسيير كافة شؤون البلاد في مختلف المناحي ومنها الخدمية والتنموية .. والأدهى والأمر من ذلك تبجح تلك الدول في وسائل إعلامها بأن أذرعها الخيرية قد وصلت إلى كل منزل لكن في واقع الأمر نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً . زكريا محمد محسن