بهدفي المهاجم القناص صالح يحيى، ومن خطأين لا يغتفران من مدافعي فريق " المدينة " ، نال ذئاب حالمين لقب بطولة دوري الشهيد منير ابو اليمامة اليافعي، بعد فوزه وانتزاعه الكأس من بين انياب ليوث مدينة الضالع " الذين لم يكونوا لقمة صائغة ، اذ هاجموا وبضراوة، بل وتسيدوا معظم وقت الشوط الثاني، في محاولة منهم لتعديل كفة النتيجة بعيد ان سجل مهاجمهم " علوش " الهدف الأول مطلع الشوط الثاني، وهو الهدف الذي انعش آمال كتيبة المدرب مروان عوض.
الشوط الأول كانت الأفضلية فيه للضيوف الذين استحوذوا على مجرياته، فمن خطأ دفاعي تمكن مهاجم وقناص حالمين صالح يحيى في الدقيقة 36 من خطف الكرة من بين المدافعين الاثنين ليضعها في مرمى علي عبس، الحارس المتألق الذي انقذ فريقه من كرتين خطرتين . وكما وعاد وسجل ذات المهاجم هدفه الثاني، أثر استغلاله لخطأ دفاعي ، واضعا شباب المدينة في موقف لا يحسد عليه . وبرغم محاولة المستضيف " المدينة " تجاوز الصدمة والعودة للمباراة، الا ان هجماته كانت تفتقر للدقة، واحيانا تقطع او تنتهي عند اقدام المدافعين، ولحد ان الحارس ابراهيم حمدي، لم يختبر بكرة واحدة خطرة.
الشوط الثاني راينا شباب المدينة يفرض حضوره، خاصة مع احراز مهاجمه العنيد والمراوغ " علوش " هدفه الاول، مانحـًا فريقه الأمل بالمزيد من الاهداف ، خاصة مع تراجع مستوى حالمين الذي لم يظهر لاعبوه، ولربما بسبب عامل الانهاك خلال الشوط الأول.
وبدفع المدرب مروان عوض بأثنين من لاعبيه لتعزيز تفوقه الميداني، وتحديدًا في منطقة العمليات، إذ سحب مدافعًا وكان لاشراك المهاجم " علوش " دورًا في تعزيز الشق الهجومي ، فلقد اثبتت مجريات الشوط الثاني ان فريقه ظل مهيمنًا على منطقة المناورة ، ولولا فقدان التركيز واستبسال دفاع فريق الاحلام لقدر لشباب المدينة زيارة مرمى ابراهيم حمدي لمرات متتالية، وكان اخطرها على الاطلاق تلك الفرصة التي اهدرها اللاعب " صبري " بينما المباراة في هزيعها الاخير. وطبعا شباب حالمين لم يستسلم لتلك السيطرة ،اذ كان مدربه انزل مهاجمه الخطر " جودت " ، البارع في سرعته ومراوغته، فبرغم ان دفاع المدينة فرض حصارًا محكمًا حوله، إلَّا ان محاولاته كانت خطرة ، وهجماته العكسية طالما شكلت ضغطًا على وسط ودفاع المدينة الذين رأيناهم يتراجعون للخلف خشية من مباغتة الفريق بهدف ثالث ينهي أملهم في تعديل الكفة ، والذهاب لضربات الترجيح، التي تفوق فيها المدينة أمام خصومه، فضلا عن امتلاكه حارس ببراعة " علي عبس " . ولا انسي هنا التذكير بان الشوط الثاني ،فبرغم افضلية فريق المدينة اداءً واستحواذًا وحتى اهداره للفرص، إلَّا ان ذلك لا يقلل من شأن الفريق الحامل للقب البطولة، اذ كان خطأءً دفاعيًا ثالثا في الدقيقة 30 ان يكلف شباب المدينة هدفا ثالثا، تمكن الحارس من صد كرة المهاجم الخطر " جودت " . وقاتل فريق حالمين قتالًا ضاريًا كيما يحفظ النتيجة، وتحمل دفاعه ووسطه اعباء اثقلت كاهل لاعبيه، وتجلت الصورة واضحة في الدقائق الاخيرة، اذ بدى الاعياء والارهاق باديًا للعيان في وجوه وأبدان لاعبي حالمين . فلم تسعفهم من هجمات المدينة غير صفارة حكم الساحة، الحكم محمد منصور، والذي قاد المباراة المهمة والنهائية الى بر الأمان ،معلنًا بذلك فوز فريق الاحلام بالكأس الثمينة . كما وكانا حكما الخط رياض الحضرمي، وجهاد فارع موفقان، وبالطبع نجاح التحكيم يعود الفضل فيه لاداء اللاعبين الذين كان اداؤهم في الملعب مثاليًا للغاية ،باستثناء لعبتين او ثلاث تعامل معها الحكم بحسم.
تم تتويج فريق حالمين بالكأس وبميداليات الذهب، وحُمل مدربه الأسير الاسبق في سجون الحوثيين ولفترة ناهزت خمسة أعوام، فوق الاكتاف والرؤوس، وذلك قبل ان يطرق الفريق وادارته وجماهيره عائدًا لبلدة " حالمين " الشقيقة مظفرا بالانجاز الذي استحقه. كما وتم تكريم فريق المدينة بالميداليات الفضية، ونال مهاجمه " علوش " كأس افضل لاعب في المباراة.
افضل اللاعبين من فريق حالمين : لاعبون شدوا انتباهي ، فمن فريق حالمين المهاجم القناص صالح يحيى، والذي اثمر جهده الفردي بهدفين قاتلين، وكذا المدافعين دون استثناء احد منهم ، قلب دفاع متقدم، والذين قاتلوا وباستبسال وشراسة والى اخر لحظة، فضلا عن كابتن الفريق الذي كان مجهوده وافرًا في امداد زملائه، اما " جودت " البديل الماهر في استقباله للكرات وكذا سرعته ومراوغته الساحرة، فلكم كان مزعجا ومربكا لدفاع المدينة، الذين ربما كانوا محظوظين بنزوله في وقت سيطرتهم على المباراة.
افضل اللاعبين من فريق المدينة : اما من فريق المدينة فلقد اذهلني اللاعب الاسمر " خلدون " ، فهذا الخلدون يستقبل الكرات ويمررها وبقدرات مدهشة، كما وطوال اللقاء وعطاؤه لم يفتر او ينضب ولدرجة اعتقدت انه سيُختار افضل لاعب في المباراة، ولا اخفيكم انني وبمجرد انتهاء المباراة ذهبت اسأل عن اللاعب 13 كي اشكره واتعرف على اسمه، والتقطت له صورة بمعية زميل له وهو اللاعب اكرم مأمون الذي كان نجما في تمريراته وصناعته للهجمات المرتدة، ضف لهما الحارس علي عبس، الذي لا اظنه يتحمل وزر الهدفين، بل ويحسب له الذود عن مرماه بحنكة واقتدار . وهناك ايضا المهاجم رقم عشرة الذي لم يكن في يومه، لكن لديه مهارات مذهلة تجلت بهجمتين معاكستين، وكانت كافية كي اقول انه نجما من ذهب، والذهب لا يفقد بريقه ان سقط في التراب. اما اللاعب " علوش "فلكم كان عطاؤه مدهشا، فلقد حاول فعل الكثير ووسط حصار كثيف لم يسنح له معانقة الشباك غير لمرة واحدة، وهناك للامانة عديد من الاسماء التي قدمت مباراة رائعة، فيما البعض الاخر لم يكن في كامل بهائه وتألقه.
رسائل ثناء وتقدير : شكرا لمدير الشباب والرياضة، الشاب النشط والمحب للرياضة، غسان صالح محمد ، فلكم كان جميلًا رؤية الشباب واهازيج الجمهور وهي تشنف عنان السماء؟. شكرا للمدرب المقتدر خليل العلوي، رئيس اللجنة المنظمة لدوري الشهيد ابو اليمامة، فما اروع النجاح حين يتحقق ويثمر في نهاية المطاف. تحية وسلام لنادي النصر، الحاضن بكرم واقتدار لبطولة بهذه المكانة والقيمة، فله ولادارته اعظم سلام. تحية للمعلقين الرائعين احمد ناصر الكلدي، وعبد الفتاح المشألي، وثالثهما بدر علي قاسم، فكم كان تعليقهم بردًا وسلامًا على اللاعبين والجماهير والمناسبة ، ولكم كان في صوتهم متعة وعبرة ورسالة هادفة غايتها سمو الاخلاق . تحية لكل الفرق المشاركة في العرس الرياضي، ولكل المسؤولين الحاضرين من الوزارة او المحافظة ، وليعذرني الجميع عن ذكر الاسماء والالقاب. وشكرا لعائلة الشهيد ابو اليمامة التي اوفدت من يمثلها هذا العرس البهيج الجامع لشباب المستقبل الواعد. واخيرا كم كنت سعيدا برؤية الحارس الاخطبوط، احمد علي مثنى، نجم فريق الصمود في الثمانينات، وكذا وجه صديقي وزميلي الكابتن عبد الغني " ابو جهاد " ، لاعب النصر سابقا وزميلي في منتخب بلادنا في مدينة اوديسا، ولعل القارئ الكريم سيدهش حين اقول له انني واياه لعبنا معا ضمن منتخب جالية بلادنا في مدينة اوديسا في جمهورية اوكرانيا، وخضنا نزالين ضد الجزائر وسوريا، ضمن بطولة اقيمه هناك للجاليات العربية. تحية للجنة التحكيم ولرئيسها الحكم المعروف علي جعدي، وكذلك هي لكل الاعلاميين ولكل من ساهم ودعم هذا العرس الرياضي الرائع.