د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

إذا أرادت السعودية أن تخرج من اليمن بماء الوجه عليها أن تسلح الجيش

هذا العنوان استخلصته من تقريرين ، أحدهما : لمجلة " أنسيدربيا " الأمريكية ، والثاني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، وما ورد في التقريرين ، يلخص ما ذهبنا إليه في العديد من المقالات والتحليلات التي دعونا فيها المملكة العربية السعودية العودة إلى الأهداف التي أعلنتها في عاصفة الحزم والتي تمثلت باستعادة الشرعية ودعمها .

نصحت المجلة ومعهد واشنطن القيادة الأمريكية وقيادات المملكة العربية السعودية ، بضرورة تسليح القوات الحكومية على الأرض ، بالأسلحة النوعية ، القادرة على حسم المعركة ، ودحر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران .

وقد ذهبت المجلة إلى أنه يتعين على السعودية التركيز على أولويات معينة للتعامل بشكل أفضل مع الحوثيين ، أولى هذه الأولويات ، الحاجة إلى التركيز الجاد على الخيار العسكري ، حيث تبدو محادثات السلام غير مجدية بسبب تصاعد العنف ، ومهما جادل البعض بعدم جدوى الحل العسكري للصراع إلا أن الواقع يقول إنه لن يكون هناك حل سياسي قبل إضعاف الحوثيين في ساحة المعركة .

ولكي يحدث إضعاف الحوثيين بحسب رأي المجلة ، فإنه لابد من الدعم العسكري للجيش اليمني ، وأن هذا يسبقه ثقة السعودية بهذا الجيش والاستماع إلى القادة اليمنيين الميدانيين ، أما إذا استمرت السعودية في نفس السياسة التي انتهجتها منذ ست سنوات في اليمن ، فإن النتيجة المؤكدة ستكون عدم هزيمة الحوثيين المتحالفين مع إيران ، وستستمر طائراتهم بدون طيار وصواريخهم في التدفق على المدن السعودية .

وأضافت المجلة أن تصرفات التحالف السعودي الإماراتي كمحتل في اليمن ، زاد من شعبية الحوثيين ومكاسبهم الإقليمية ، وأنه يجب أن يتوقف ذلك إذا أرادت السعودية إحلال السلام في اليمن .

الأولوية الثانية ، بحسب المجلة ، تتمثل بتوحيد الأطراف المناهضة للحوثيين ، المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والانفصاليين الجنوبيين ، وإذا لم تستطع السعودية جمع هذه الأطراف ، فإن الحوثي سيراكم انتصاراته وأي انتصار للحوثي هو خسارة للسعودية .

وأضافت المجلة ، أن السعودية يمكنها أن تحول فشلها إلى نجاح وهذا يتطلب تحول جذري في أجندة التحالف ، وإذا تحقق ذلك فإن الحوثي سيخسر المعركة وسيراكم الجيش اليمني قوته ، ولن تضطر المملكة إلى القلق بشأن المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في المستقبل .

أما معهد واشنطن فقد ذهب إلى أن عملية السلام لن تتحقق إلا بمزيد من الدعم العسكري لتحقيق هزيمة بالحوثي وتقوية الحكومة ، فوجود حكومة هشة يقوض عملية السلام ويشجع على المناورات الانفصالية ، ودعا المعهد الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحويل المواقف الكلامية ضد الحوثي إلى أفعال ومنع الانفصاليين من تشتيت الانتباه عن الدفاع عن مأرب ، والسماح بإدخال وحدات المدفعية وطائرات المراقبة بدون طيار والدفاعات الجوية وهذا سيحسم المعركة وسيسهل عملية السلام .