د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

لماذا تدعم إدارة بايدن عصابة الحوثي الإرهابية ؟

نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تصنف أي جماعة أو منظمة إرهابية وفقا للمادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي الذي يعتبر هذه الجماعة أو المنظمة تهدد الأمن القومي الأمريكي أو أمن مواطني الولايات المتحدة ، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك أكثر تهديدا من شعار عصابة الحوثي ، الموت لأمريكا ؟

 

ونحن نعلم أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت الحرس الثوري الإيراني ، بما في ذلك فيلق القدس في خانة المنظمات الإرهابية وفق المادة 219 ، سابقة الذكر واعتبرت أن أي جهة تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني ، يكون بذلك مساهما في توفير الدعم والتمويل للإرهاب ، وعصابة الحوثي تشكلت وتدار من قبل حسن إيرلو أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني ، ومع ذلك لم تعتبر إدارة بايدن هذه العصابة إرهابية .

 

في عام 93 صنفت الولايات المتحدة الأمريكية السودان كدولة داعمة للإرهاب ، لكنها رفعت اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب مقابل تطبيعها مع إسرائيل ، بما يؤكد أن نفس الموقف قدمته عصابة الحوثي لإسرائيل .

 

أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية منظمة حماس في قائمة الجماعات الإرهابية لأنها تواجه إسرائيل وتتلقى دعما من إيران ، لكن إدارة بايدن أخرجت عصابة الحوثي من قائمة الإرهاب وهي تتلقى دعما من إيران وتنادي بالموت لإسرائيل ، بما يؤكد أن هذه العصابة تعمل مع العدو الصهيوني ولا تعمل ضده .

 

ولا أحتاج إلى مزيد من الإثبات حول عمل هذه العصابة الإرهابية مع العدو الصهيوني بما جعل إدارة بايدن تقدم لها الحماية ، فقد أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية عصائب أهل الحق التي ظهرت عام 2003 ، في العراق في قائمة الإرهاب ، لأنها تقاتل القوات الأمريكية والبريطانية التي غزت العراق ، وهذا يكذب الشعار الذي ترفعه عصابة الحوثي الإرهابية ضد أمريكا وإسرائيل .

 

والأدهى من ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية صنفت عددا من المنظمات كجماعات إرهابية في بلدان المغرب العربي تكاد لا تذكر ولا يعلم عنها المواطن العربي شيء ، وبالمقابل أخرجت عصابة الحوثي الإرهابية من قائمة الإرهاب .

 

وللتأكيد أكثر حول تواطؤ إدارة بايدن مع عصابة الحوثي بوصفها أداة من أدوات الصهيونية العالمية نتوقف أمام الاستراتيجية الوطنية الأمريكية التي أصدرها بايدن لمواجهة الذين اقتحموا مبنى الكونجرس ووصفهم بالإرهابيين المحليين ، بينما يسقط عصابة الحوثي من قائمة الإرهاب وهي التي اقتحمت مبنى مجلس النواب اليمني واقتحمت جميع مؤسسات الدولة ومارست جرائم العنف ضد اليمنيين .

 

عرفت الاستراتيجية الإرهاب الداخلي بأنه : الأنشطة التي تنطوي على أعمال خطيرة على حياة الإنسان ، ويشمل الإرهاب أيضا ما ينتهك القوانين الجنائية للولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة ، فضلا عن تهديد أو تخويف أو إكراه المدنيين للتأثير على سياسة الحكومة ، كل ذلك قامت به عصابة الحوثي الإرهابية بحق اليمنيين ومع ذلك لم يعتبرها بايدن جماعة إرهابية .

 

خلاصة القول إن الولايات المتحدة الأمريكية تصنف من يقف في وجه ممارساتها التدميرية بأنه إرهابي ، وتشجع الإرهابيين الحقيقيين على ممارسة الإرهاب ضد بلدانهم وشعوبهم ، طالما لا يستهدفون المصالح الأمريكية أوالإسرائيلية ، وهذا ما لمسناه من صناعتها لتنظيم القاعدة وطالبان لمواجهة المد الشيوعي ، واليوم تأخذ تعهدا من طالبان بعدم التعرض للمصالح الأمريكية وتتركها تنتشر بتلك الكيفية لكي توقف زحف الصين الاقتصادي باتجاه الدول الأسيوية .

 

كل ما تفعله إدارة بايدن هو زراعة الأوهام عن السلام في اليمن لتحجب الرؤية عن اليمنيين وعن العالم في حقيقة عصابة الحوثي الإرهابية التي تنطلق من تداعيات حرب دارت بين القرشيين قبل 1400 عام وهي لا تملك مشروع دولة وليس في جعبتها سوى الخرافات وسيظل إرهاب هذه العصابة قائما خاصة وأنه قد مر على خلاف القرشيين كل هذه الفترة الزمنية المتباعدة ، وسيبقى لهذا الادعاء ذيل طويل ، وما يهم أمريكا ألا تتعرض مصالحها أو مصالح إسرائيل للخطر ، وعصابة الحوثي خير من يحمي هذه المصالح .