دكتور يدعى ناصر الخبجي ، يسمي نفسه عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي يوجه رسالة إلى سفير المملكة العربية السعودية محمد آل جابر يشكو له قيام القوات الخاصة بمحافظة شبوة بأنها داهمت مخيم يزعم أنه إنساني يوزع فيه المجلس الانتقالي إفطار رمضان ، يستنجد بسفير دولة ويطلب نصرته في تمرده على سلطة بلده ، وقبل أيام كان أقرانه في المجلس الانتقالي وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك قد حصلوا على الجنسية الإماراتية .
في أي بلد في العالم ، الخائن هو الذي يقدم المعلومات عن بلده للأجنبي سرا ، إلا في اليمن يجند الخونة أنفسهم للقتال نيابة عن العدو ضد بلدهم علانية ، والعملاء في الدول الأخرى يمارسون عمالتهم في الخفاء إلا في اليمن يمارس العملاء عمالتهم جهارا في وضح النهار بل ويصرحون بعمالتهم أمام وسائل الإعلام بلا أدنى حرج .
اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي يرفع فيه العملاء صورا ولافتات تمجد قيادات الدول الأخرى التي جندتهم ضد بلدهم ، ستجد الحوثي يتحدث عن العملاء وهو يعمل تحت قيادة حسن إيرلو الإيراني ويأتمر بأمره ، وستجد الانتقالي يتحدث عن الاستقلال وهو يبحث عن الجنسية الإماراتية ويأتمر بأوامر القيادات الإماراتية ويقمع أبناء شعبه إرضاء للإمارات .
فقد سئل هتلر عن أحقر الناس الذين قابلهم في حياته ، فقال إن أحقر الناس الذين قابلهم في حياته أولئك الذين ساعدوه على احتلال أوطانهم ، فهل يدرك عبد الملك الحوثي وعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وغيرهم بأنهم أحقر الناس وأنهم أقطاب العمالة في اليمن ، فوجود إيرلو في صنعاء يكشف أن الحوثي ماهو إلا خادم وضيع للمشروع التوسعي الإيراني وأن المتجنسين إماراتيا ليسوا سوى متفاخيرن بعارهم وخيانتهم .
لست بحاجة للقول إن أزمتنا صنعت في اليمن ، وسببها ليست إيران ولا الإمارات ولا السعودية ، بل سببها هؤلاء الخونة الذين باعوا هويتهم ووطنهم ويحلمون بتغيير الهوية اليمنية ويمارسون أفعالا تصب في صالح المحتل وحولوا أنفسهم إلى جيش داخلي يأتمر بأمر الخارج ، ولهذا لن تتوقف إيران عن أطماعها في اليمن إلا حينما تدرك أنه لا موطئ قدم لها على أرض اليمن ، ومثلها الإمارات والسعودية .
إذا كان هناك من حسنة لهذه الحرب فهي أنها كشفت لنا حقيقة العملاء الذين غرسوا بذور الطائفية والمناطقية في تربة اليمن المقدسة وسمدوها بالتبعية لإيران والإمارات والسعودية لتنتج مليشيات عنصرية وأحزمة مناطقية ونخب سامة ، لقد ادعى هؤلاء العملاء قبل انقلابهم على الوطن بأن عداءهم مع النظام السابق فقط ، لكنه تبين أن عداءهم مع الوطن والشعب وليس مع النظام فحسب .
لقد قرأنا الكثير عن الذين باعوا الأرض والعرض للأعداء ، وكنا نعيب عليهم ذلك ، لكننا لم نتوقع يوما أن نشاهد بأم أعيننا من ينبطح على بطنه ليكون جسر عبور للأعداء تحت ذريعة المذهب أو الجنسية ، ومن هنا نقول لا خير في شعب يتفاخر فيه العملاء بعمالتهم ويجهرون بأنهم عملاء ، ولا أظن أن هناك أرذل من هؤلاء الذين يتحكمون باليمن منذ عهد النبي لوط وحتى الآن .