بقلم/فهمان حمادة أن المشهد المخيف في عدن أصبح أكثر إثارة للسؤال والواقع المؤلم والكارثة الانسانية التي تعيشها عدن كلها عناوين تزيد من عمق الحاجة إلى إثارة السؤال، ومعرفة إلى أين تتجة هذه الكارثة الانسانية التي خلقت الرعب بين أوساط المجتمع وفقدان خيرة كوادرها فكل يوم ألم عميق وحزن شديد لقد وصل عدد الوفيات إلى اكثر من الف شخص خلال شهر واحد. إنها كارثة إنسانية مكتملة الأركان، إن الإخفاق المستمر وفشل المنظومة الصحية والخدمية ليست وليد اليوم بل هي تراكمات من الماضي بسبب غياب البنية التحية بل هو أيضاً وليد المجتمع الضعيف، الجامد المتكاسل الذي فقد المبادرة وتوقفت مسيرة، التعاون والتكافل والتكامل لديه، وكذلك عدم تنفيذ الإجراءات الوقائية التي حددتها منظمة الصحة العالمية فالدولة فاشلة والمجتمع ضعيف والذي يعاني من أزمة وتفرقه سياسية وخلافات جهوية حتى الأسرة فقدت بنيتها ودورها الوظيفي الحضاري والتاريخي والتي من المفترض أن تكون هي القوة السلمية لإنتزاع حقوقها الخدمية ، كما أن المجتمع بأكمله أيضاً يعاني من أزمة تتجسد في تفتته وتشرذمه واستحكام نمط التبعية في مساره السياسي إضافة للمشاريع الخارجية المتعددة التي ادت إلى توسيع الفجوات بين أفراد المجتمع نحتاج أليوم إلى واقع جديد يمتلك القدرة على اجتراح سبل الانطلاق والخروج من مآزق الحروب والسياسية والانطلاقة نحو ميادين البناء والتنمية وبناء الإنسان الذي يعتبر محور التنمية. كل المؤشرات والمعطيات في واقع عدن الحزين والمأساوي يدفعنا إلى التأمل التام والدراسة العميقة المتجذرة في كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسة والاجتماعية وإعادة بناء نهضوي مستقل وشامل في تجسيد دولة النظام والقانون واعادة ثروات الشعب إلى الشعب من خلال التنمية الشاملة في كل الادارات التي تنهض بحياة المواطن وتؤسس حياة كريمة ومنها إقرار العدالة الاجتماعية قولاً وفعلاً، هكذا تنبأ الشعوب بعيد عن مأزق الشعبوية لنخب الحاكمة. فإن تغير الواقع في عدن يحتاج خطط وأفعال وتجسيد الولاء الوطني والأخلاقي والوفاء في الاخلاص والعمل والتكامل الشمولي لتحقيق تتطلعات الشعب المقهور والحزين.