لا يختلف اثنان على التضحيات الجسيمة التي بذلتها المقاومة الجنوبية والمآثر البطولية التي سطرتها في مواجهة المليشيات الحوثفاشية الإجرامية عند اجتياحها للجنوب في مارس من العام 2015م والتي توجت بانتصارات ساحقة ومؤزرة أدت إلى دحر تلك المليشيات الهمجية التي جاءت من كهوف مران تبحث عن الجنة في مدن الجنوب وقراه ، ولكن وللأسف الشديد لصوص الثورات من بني جلدتنا الجنوبيين لم يحفظوا لذي الفضل فضله ولم يعطوا لذي الحق حقه ، فعمدوا بإصرار عجيب إلى تزوير التاريخ وتزييفه وسرقة البطولات الاسطورية والانتصارات العظيمة للأبطال الحقيقيين الذين معظمهم قد وارى الثرى جثامينهم الطاهرة ، ونسبوها بكل صفاقة لغير أهلها غير مدركين بأن فبركاتهم وأكاذيبهم لم تعد تنطلي على أحد ؛ فنحن في عصر النت والميديولوجيا فكل شيء بات موثقاً بالصوت والصورة ، ناهيك عن أننا قد عايشنا أحداث تلك الحرب الغاشمة لحظة بلحظة ونعرف أبطالها الحقيقيين عز المعرفة ، وما زالت كل تفاصيلها عالقة في اذهاننا ؛ حيث لم يمض ِ وقت طويل على اندلاعها ..!!.
وكما هو معروف في مختلف الثورات والمنعطفات السياسية التاريخية بأن المنتصر هو من يكتب التاريخ ، لكن في الحالة الجنوبية الأمر مختلف ومحير تماماً ، فالانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية وأبطالها الميامين هي انتصار وشرف لكل جنوبي ومع هذا لم تسلم من العبث والتزييف من قبل الجنوبيين أنفسهم .. إذن فما الدافع وراء تزوير التاريخ ومصادرة تضحيات الآخرين ونسبها بغير وجه حق لمن لا يستحقها ..؟!!... لا أعلم ..!.
وما يحز في النفس أن أشخاصاً تواروا عن الأنظار طيلة أيام الحرب ولم يشهدوا معركة واحدة أو حتى يكون لهم أي دور في دعم المقاومة ولو بعيار ناري واحد ومع هذا وجدنا اليوم من يطبل لهم وينسب لهم البطولات زوراً وبهتاناً ويمنحهم المناصب والترقيات والامتيازات الخاصة في حين يتم تجاهل الأبطال الحقيقيين وملاحمهم الأسطورية في مواجهة المليشيات ويمارس بحقهم أبشع صور الإلغاء والتهميش ؛ ويحرمونهم حتى من ابسط حقوقهم في الترقيات أو الرقم العسكري الذي لم يتحصل عليه حتى الآن الكثير من الأبطال .. !!.
ختاماً هذا هو حال الثورات في كل زمان ومكان يخطط لها العباقرة وينفذها الشجعان ويحكم بعدها من لا يستحق كما قال الثائر اليساري تشي جيفارا .. فلا عزاء للوطنيين ..!.
زكريا محمد محسن