لقد فاقم الجفاف وندرة الأمطار في هذا الموسم وكذا ارتفاع المشتقات النفطية بصورة جنونية من معاناة أهالي مدينة الضالع لاسيما الفقراء منهم الذين أصبحوا عاجزين عن توفير قيمة وايت صغير سعة ستة ألف لتر والذي قفز سعره اليوم إلى أكثر من ثلاثين ألف ريال .. وحتى إن استطاعوا شراء " بوزة " ماء فلا يكون ذلك إلا بشق الأنفس وبعد خطة تقشفية صارمة قد تجبر الأسرة على الاستغناء عن أشياء واحتياجات ضرورية في سبيل توفير قيمة المياه.
ورغم تلك المعاناة التي يتكبدها الأهالي والتي تفوق الوصف وكذا المناشدات الكثيرة بسرعة إعادة مشروع المياه الذي توقف منذ مطلع العام 2011م إلا أن الأهالي لم يلاقوا إلا الوعود العرقوبية من الجهات المختصة التي أعلنت أكثر من مرة وزفت البشائر للأهالي باقتراب موعد تدشين مشروع المياه لمدينة الضالع لكن سرعان ما نكتشف أنها مجرد أكاذيب ووعود عرقوبية تذهب أدراج الرياح..!!.
وحقيقة هناك من يسعى اليوم إلى عرقلة استكمال مشروع مياه الضالع الذي مولته وبسخاء دولة الكويت عبر مؤسسة الاستجابة الكويتية للأعمال الإنسانية والإغاثية التي قدمت دعماً سخياً وكبيراً وعملت بأقصى جهدها على إعادة تأهيل خزانات السوداء والعرشي ودار الحيد وكذلك بناء خزان آخر بالقرب من الخزان السابق في موقع الخزان " ذي بيت " بنشام الذي تم تدميره بصورة كاملة بغارات جوية مستهدفة التواجد الحوثي فيه ، ناهيك عن إعادة تأهيل مضخات المياه في حجر وكل ذلك العمل الجبار والعظيم من قبل الأشقاء الكويتيين هو من أجل إيصال المياه بأسرع وقت تخفيفاً لمعاناة آلاف الأسر بمدينة الضالع المنكوبة التي لحق بها دمار هائل نتيجة الحرب المعلونة التي أتت على الأخضر واليابس بيد أن جهود الأشقاء الكويتيين -وللأسف الشديد-لم يكتب لها النجاح لأنه وكما أسلفت هناك بعض الأيادي التي عملت وتعمل بالخفاء ومن تحت الطاولة وبكل ما أوتيت من قوة وسلطة ونفوذ على عرقلة استكمال مشروع مياه الضالع الذي تم الضخ التجريبي فيه لعدد من الآبار في العام 2018م حين كان في مراحله الأخيرة ، ومنها خمسة آبار في باجة حجر وبئر التأمينات الواقعة بمدينة الضالع وبئر الشواحط الواقعة بمنطقة الجليلة وبئر الوعرة مديرية الضالع وبئر المليح الواقعة بمديرية الحصين وإلى يومنا هذا لم تصل المياه إلى بيوت الفقراء في مدينة الضالع الذين ينفقون جل مرتباتهم ودخلهم في شراء المياه مع أن هذا المشروع لا يستغرق سوى عام لإكماله وربما أقل لو كانت صدقت النوايا ووجدت الإرادة الحقيقية لإغاثة الناس وإسعافهم بمشروع مياه يخفف عنهم الكثير من المعاناة ، لكنهم يستمرئون تعذيب الناس وإلحاق الضرر بهم بصورة سادية بشعة تنم عن نفوس أمارة بالسوء تسكنها أرواح شريرة.
زكريا محمد محسن