خطاب عيدروس الزبيدي اليوم ذكرني بموقف حدث لمأمور مديرية الضالع في حقبة السبعينات والثمانينات ، الشهيد قائد مثنى عمر ، رحمة الله تغشاه ..
فذات مرة زار مدينة قعطبة اخر مناطق الشمال في ذاك الوقت واصطحب معه رفيقه الأنيس الفقيد قائد كرعون ، وشخص آخر يدعى بن صويلح .
المأمور الذي لم يحتاط بقوة عسكرية أو أمنية مرافقة أخذ يشخط وينخط وفي لقاء معظم حضوره من الطرف الآخر ، فما كان من رفيقه " كرعون " إلَّا أن همس في أذنه قائلا : دلى دلى واااقائد ، اخفض صوتك قليلا شوف ما حد معك هنا الا قائد وبن صويلح ".
الزبيدي كان خطابه يستلزمه قليلا من الكياسة والموضوعية والفطنة ، فليس من المعقول أن تهدد وتتوعد وكأنك القذافي في زمنه بينما أنت في الحقيقة لا تستطيع دفع مرتبات قواتك الموالية لك أو يمكنك تسليحهم وتوجيههم دون دعم الشقيقة الكبرى " السعودية " .
فما هو معلوم وللانسان العادي هو أن الإنتقالي لم يكن صنيعة صنبورة المال الإماراتية فحسب ، وانما هو أيضا نتيجة لتغاضي الشقيقة الكبرى والتي يعلم القاصي والداني ان السعودية ساهمت وبشكل كبير في صناعة بالونة الإنتقالي ومن خلال سياسية امساك العصا من وسطها .
ربما اخذت البعض نشوة الحماسة غافلين أنهم غير قادرين على مواجهة تحديات كبيرة وعميقة تنتظرهم من دون غطاء التحالف وتحديدا السعودية ..
القلة فقط من يقرأ تهديد ووعيد الزبيدي باعتباره شطحة وقفزة الى المجهول ، هذا اذا لم نقل أنه دلالة لفقدان الأمل وضياع البوصلة .
فالمتأمل في مفردات الخطاب يمكنه استنتاج أن قادة الانتقالي وضعوا أنفسهم في أزمة حقيقية لا مخرج لهم منها دون توافق وطني واقليمي ودولي .
أنهم وبإيجاز يتخبطون ولا يعلمون ماذا يحدثون اتباعهم كي تبقي جذوة الحماسة مشتعلة في جنودهم وأتباعهم ، ولهذا هم الان متحمسون للتظاهرات في المناطق الخارجة عن سيطرتهم .
أنهم يترنحون رغبة بالبقاء والاستمرار ، وفي واقع يشتعل ويغتلي يوما عن يوم ، كما وتتفاقم فيه المشكلات والأزمات وما يشبه نذر تمرد وثورة عارمة بعد نفذ صبر الصابرين وتعالت اصوات الساخطين .
وأجزم أنه من الآن وتاليا ستكون كلمة الحسم لمن يملك المال والسلاح وفرض خياراته وليس لمن يحشد ويتظاهر أو يهدد ويتوعد بكوارث ومآسي إضافية .
محمد علي محسن