في كل يوم ونحن نسمع ونقرأ عويل ونواح وسائل إعلام جنوبية على شبوة، معلّقين كل فشلهم السياسي والاقتصادي والأمني والإداري على الإخوان، حتي أنهم يهاجمون الإخوان أكثر من الحوثي، ويتباكون على أن هناك أرضا جنوبية محتلة... فهل في نواحهم هذا يبنون ويعمرون وطنا، أم أنه الفشل من صنع الفاشلين؟*

*والأسواء والأمرّ أنهم يحاولون مسح جريمتهم التاريخية، وهي تجارتهم بأبناء الجنوب، في محرقة الساحل الغربي مقابل حصولهم على أموال مدنسة يقبضونها بالريال السعودي والدرهم الإماراتي، وفي مقابل تجارتهم بهذه الحرب يذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب بينما أبناؤهم في الحفظ والصون.*

*والحقيقة، أن أبناء الجنوب في الساحل الغربي يُقتلون ويُجرحون على أرض هي غير أرضهم، الجنوب، وكان أحق بهم أن يستشهد الجنوبيون على أرض شبوة الجنوبية وتحريرها من الاحتلال الشمالي ... في المقابل حصل الكثير من القادة أو بالأصح المقتادين الجنوبيين بالساحل الغربي وغيرها، على أموال أصبحوا بها اليوم من الأغنياء، يملكون الأراضي والعمارات ويركبون السيارات المصفحة وازادوا غِنىً أنهم اشتروا عقارات بالخارج.*

*الكل يدرك أن الجنوب، شعبا وأرضا، له سبع سنوات وكل يوم الحياة الاجتماعية تزداد تفككا وتمزقا، والحياة الاقتصادية تزداد سوءا، والفقر ينخر عظام الجنوبيين، بينما قادة الجنوب تمتلئ كروشهم حد التخمة.* 

*أما مرافق الإدارات الحكومية في الجنوب، فالواقع يؤكد أن هناك هدما وعزلا لقادتها وكوادرها من المتعلمين، ليحل محلهم الجهلة والبلاطجة ومن ذوي السوابق .. وبهذا، فإن الماضي يكرر عام 1967م عندما طُرد الكادر الجنوبي ليحل محله الجاهل، وهكذا عاش وعانى الجنوبيون من التخلف خلال السنوات التي اعقبت الاستقلال ... اليوم يكرر الجهلاء في الجنوب الخطأ نفسه في حق شعب الجنوب وكوادره ومثقفيه ومتعلميه.. ومن هنا يجب أن يدرك كل الجنوبيين أن استقلال الجنوب بعيد المنال في هذه المرحلة، وان الاستقلال سوف يكون علي يد الجيل القادم الذي سوف يكون خاليا من تجار الحروب والجهلة... على يد قيادة جنوبية من أولوياتها توحيد شعب الجنوب ولا تفرقه... قيادة جنوبية تعتمد على شعب الجنوب في تحقيق الاستقلال، وليس على الشقيقة الكبرى أو الشقيقة الصغرى ... قيادة جنوبية تعيش بين أوساط الشعب لا تحرسه إلا عناية الله، ولا تتعامل بدراهم إماراتية ولا حتى بريالات سعودية مدنسة .*