أبناء عدن هم كل من سكن أو درس أو عمل في عدن لسنوات حتى صار يشعر أنه جزء من هذه المدينة وثقافتها وطباعها، وبات يستمد حضوره فيها من روح سكانها وحواريها يتألم لما يصيبها ويبحث عن الحل من داخل تفاصيلها وأزقتها وتكوينها ..
لايمنع أن يكون لابن عدن امتداد في الريف أو أقارب وأهل من مدن أخرى في الشرق أو الغرب الشمال أو الجنوب ولكن هذا الامتداد إضافة فقط إلى الأصل والثابت وهو حب هذه المدينة والعمل لصالحها وهذا شأن مختلف المدن ..
ضاعت عدن بين أطماع القادمين تارة باسم الوحدة وأخرى باسم الجنوب فكما تعامل معها وحدويو الفيد كغنيمة اقتصادية لهم الحرية هم فقط في إحيائها أو إماتتها فهاهم أصحاب فكرة الجنوب الضيق يقدمون صورة عن جنوبهم القادم في عدن، فكرة الجنوب حقنا نحن من نحكم ونقرر ونشغل المناصب المهمة ونوظف الأقارب والمحيط ونغنم الأراضي والامتيازات الاستثمارية ..
يقولون ان الطبقة الحاكمة سابقا في الجنوب لم تنهب عدن والناظر المتفحص يدرك أن الكارثة بدأت من الاستقلال ليس بالتسابق على تقاسم المساكن في عدن فقط بل بنهب عدن وافراغها من نخبها القيادية التي كان بإمكانها لوحدها إدارة عدة دول وليس مجرد مدينة عدن ..
ولا يزال إفراغ المدينة من نخبها وإحلال البديل لقرابته أو ولاءه السياسي هو المعمول به والجاري العمل عليه على قدم وطقم ..
والله يتولاك ياعدن