ماجد الداعري
ماجد الداعري

لا تقلق فلست وحدك!

هل تشعر بالملل والطفش وحاجتك الآن لسفرية مستعجلة اوتخزينة عصماء تذهب عنك بعض هموم الحياة وتطارد عنك قليلا من ضيق أفق الوطن المبعثر وتزيح عن قلبك غبار سوءآت الأيام وترسبات الانانية الذاتية الطاغية لدى الكثير من الآخرين حولك؟ 

وهل أصبحت تشعر بأنك تعرج بين همومك من كثر الضيق والضبح وتعتقد أنك بت في أمس الحاجة إلى السفر وتغيير روتينك الملل ويوميات أجوائك "المكركبة"؟ وهل أصبح الرحيل والبحث عن فرصة عمل جديدة وتحسين دخلك الشهري هاجس لا يفارق يوميات وساعات حياتك المثقلة بخيبات الوطن؟  وهل يراودك حلم شراء دراجة نارية او سيارة كهربائية أو حتى تغيير سيارتك المخردعة التي صارت تأكل منك وتركبك هي بدلا من ركوبك عليها؟! وهل صرت أكثر قناعة بأن الحرب مطولة في اليمن والأزمة مستمرة وكل مشاريع أحلامك متعثرة كتعثر الحلول السياسية لإنهاء الحرب! وهل بت على قناعة بأن عليك أن تصارح من تحب بأن الظروف أقوى منك وسواد الواقع أكبر من حبك له وأن عليه أن يبحث له حتى عن صاحب بسطة عشوائية ليلقي عليه أعباء حمولة الحلم الموأود بينكما؟  وهل أيقنت بأن مستقبلك على كف كهل مرتجف، لم يعد حتى قادر على حمل أمنيتك عوضا عن تحقيقها، وأنك تعيش اضغاث أحلام مستقبل لم يعد له حتى أي أرضية في بقايا وطنك المدمر بفعل نصرة المحبين لك وكرم عطاياهم البنفسجية على سراديب أفكارك تجاه مليشيا الموت ؟ وهل تأكدت الان أنك فقدت اغلب أحلامك المترهلة معك منذ الطفولة واستهلكت أمنياتك في البحث عن وطن النطام والقانون وبلدا يسكنه الجميع ويتعايشون فيه دون حاجة لدبابة وسلاح ومدفع وعسكر ومجاميع مسلحة تستوقفك في وطنك وتطلب منك إشهار هويتك اوابراز بطاقتك الشخصية؟ هل بلغك النبأ اليقين أيضا بانتهاء مستقبل صلاحيات أحلامك الوطنية وانهيار جسر الأمنيات حتى مع آخر من كنت تحبه في هذا الوطن الموجوع بمخاطر الواقع المتقلب على كل الاحتمالات والتوقعات! وهل بدأت تسحب كل ماكنت يوما ادخرته لمواجهة أعباء الحياة بعد اقتناعك بأنك قد بلغت كل مساوئ الاحتمالات السوداوية لتنفيذ معادلة صرف القرش الأبيض في اليوم الاسود؟  وهل استنفذت آخر رصيد لك في بورصة الأحلام الوردية بإمكانية ميلاد ماكان يسمونه باليمن الاتحادي الجديد وتعافي ماكانوا يكذبون علينا بتسميها بارض السعيدة وهي التي لم تعرف الخير منذ أن ابدلهم الله بجنتيهم وقالوا ربنا باعد بين اسفارنا. وهل وصلت إلى يأس مطلق بأن وطنك ذهب خلسة في زيارة خارجية مع أوغاد فاعتقلوه ويعتقد بانهم اغتصبوه عنوة أيضا ولم يعد يجرؤ حتى على العودة.. وهل مازلت تعرف انك انت فعلا أنت.. ام أن هناك احتمالات بتداخل هيموجلوبيناتك مع حيوان آخر فاتحدت الهيموجلوبينات وكونتك على غفلة من نفسك. وهل تشعر بعدم جدوى الحياة في هكذا واقع محبط ووضع مفخخ وبلد متعسر محبليا ولا أمل في نجاح اي عملية توليد له حتى قيصريا..

وعموما.. هل تشعر بماذكر وأكثر انصحك بأن لا تقلق، فلست وحدك والسلام #لا_تقلق_فلست_وحدك! #ماجد_الداعري