عند اجتياح مدينة عدن من قبل مليشيا الحوثي والحرس الجمهوري ارتكبت ابشع الجرائم من قنص وحصار وقصف للأحياء السكنية، لم يقل أحد من أهل عدن أن مشكلتهم مع آل البيت أو مع رسول الله ! وكذلك لحج أبين شبوة بل وحتى الحضارم والمهريين الذين قاتلوا في عدن لم يقولوا ذلك ..
في جبال الملاحيظ والبقع وخبوت ميدي وفي مأرب والجوف جرت ملاحم وسالت دماء أفراد وقيادات من الجيش، وخسرت قبائل وأسر خيرة أبنائها طوال سبع سنوات ومع ذلك لم يتغير الموقف من كون الحرب لاستعادة الجمهورية من فئة باغية معتدية ..
سمعت شخصياً من الشيخ حمود المخلافي قصة بدأ المقاومة في تعز وكيف تم استدعاء مشائخ تعز لصنعاء للتفاوض على تسليم المدينة، وكيف تبجح بعض الحوثيين وأذنابهم بأن تعز لن تأخذ معهم شمس نهار ! صمت حمود ولكن الأفعال هي التي نطقت وصارت شمس النهار سبع سنوات من الصمود ..
عُقد الماضي البعيد وحالة العجز والاحباط والشعور بالهزيمة أمام الحوثي تدعو البعض إلى الانسياق نحو توصيف المعركة مع الحوثي بتوصيفات عنصرية سلالية مناطقية، وأسوأ من ذلك جعل ماحصل وسيلة للإساءة لثوابت الأمة والطعن بمقدساتها من الرسول الاعظم إلى كتب السنة إلى الفقه الإسلامي وهلم جرا ..
السعودية تعرضت لمئات الصواريخ والمسيرات ولم تقل أن مشكلتها مع آل البيت، والعراق وسوريا طحنتا طحنا ولم نسمع بقيادي يوصف ماحصل هناك بأنه بسبب الموروث الإسلامي ومسألة وجود آل بيت للنبي صلى الله عليه وسلم من عدمه !
وحدهم اليمنيون وخصوصاً مناطق معينة لديهم هذه الفكرة التي هي تراكمات قديمة من حالة العجز والهزيمة النفسية، جعلت النزق يمضي باتجاه الخصم المفترض آل البيت أو بني هاشم ! بينما كان المفترض توجيهه إلى الحوثي كمتسلط غاشم، وأيضاً إلى من أوقف التحرير في ٢٠١٥ عند الحدود الشطرية ومن يحاصر مدينة تعز من جهات أخرى، وإلى من يتولون أكبر المناصب القيادية من أبناء تلك المناطق ولايقدمون لمناطقهم الا الخذلان .. . . علي سعيد الأحمدي 1 مايو 2022م