كتب/ نيازي أنور عبد العزيز
لا شك أن لتوفر الخدمات الأساسية دور مهم في استقرار مجتمع الأعمال في أي بلد، فلا يعقل أن يتحقق الاستقرار ناهيك عن أن تسجل مؤشرات النمو الاقتصادي ارتفاعاً في ظل تراجع الخدمات كالبنى التحتية وكذا المواصلات والنقل.
فكلنا يشاهد عند زيارته لدولة عربية، كمصر مثلا، تنوع المواصلات التي توفرها الدولة لمواطنيها ولزوارها وابتكار وسائل مواصلات تتماشى مع ما حبى الله تلك الأرض من مقومات طبيعية، فتجد المواصلات النهرية وكذا مترو الأنفاق وباصات النقل الكبيرة والصغيرة وسيارات الأجرة وعربات التكتك التي تربط مناطق العاصمة المصرية القاهرة كافة بشبكة واسعة الطيف من خدمات النقل وهو ما يوفر الوقت والمال على المواطنين، ويسهل عليهم الوصول إلى وجهات عملهم من أي نقطة في العاصمة المصرية القاهرة أو المحافظات المجاورة بيسر وسلاسة.
ونجد على الدوام توسعة لتلك الشبكات لتربط وجهات جديدة لم تكن قد وصلت إليها تلك الخدمات سابقا إيمانا من القائمين على ملف النقل بأهمية توفر تلك الخدمات كتأسيس لشبكة مواصلات حديثة لمدن لا تزال قيد التشييد وهو الحال مع القطار الذي سيربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وبالنظر لواقع المواصلات في مدننا وبالأخص مدينة المكلا نصطدم بواقع مغاير لما يحدث في العالم، ففي مدينة مثل المكلا تضاعف عدد سكانها منذ مطلع التسعينيات أضعافا كثيرة كان نتاجا للنهضة العمرانية التي شهدتها وقيام مدن في ضواحيها تزخر بالحركة التجارية والحياة المدنية إلا أنه لم يواكب ذلك توسع في خدمة المواصلات، فما زالت الخطوط الرئيسة لنقل الركاب داخل المدينة ثلاثة خطوط وهي المكلا / شرج باسالم، المكلا/ ديس المكلا بالإضافة إلى خط شرج باسالم /الديس.
فيما التنقل إلى مدن الضواحي ينحصر في خطين يتيمين هما المكلا/ بويش والمكلا /فوة، في حين أنه مع التوسع العمراني شرق المكلا وغربها يتطلب أن تحظى كل منطقة من تلك المناطق بخطوط داخلية تربط بينها وبأسعار مناسبة، فعلى سبيل المثال في منطقة فوة غرب المكلا، قامت أحياء سكنية جديدة عالية الكثافة السكانية كالمتضررين والمساكن وابن سينا والشافعي والكتاب المدرسي، تلك المناطق تتطلب من المخططين وواضعي الدراسات إنشاء خطوط داخلية في تلك المناطق بدلا من أن يتم رفع تعرفة نقل الركاب على خط المكلا /فوة وتمديده ليصل لمنطقة الكتاب المدرسي ويدفع ضريبة ذلك قاطنو المناطق القريبة للمكلا كالراكبين إلى حي 40 شقة وحتى حي المتضررين.
في المقابل لم يتم استحداث خطوط داخلية قصيرة تربط المكلا بالأحياء التي تواجد في المكلا، مثل ربط حي 40 شقة بأحياء شرج باسالم أو الديس من خلال باصات صغيرة بدلا عن اضطرار الركاب لركوب باصات المكلا/ فوة ونفس الحال مع أحياء الغليلة.
وإذا تكلمنا عن موضوع تعرفة النقل غير المنطقية وعدم التزام السائقين بالتسعيرة فتلك قصة أخرى، فلا حسيب ولا رقيب على المخالفين، فيكفي أن تعلم أن شكاوى المخالفات يتم استقبالها من قبل نقابات باصات الأجرة ولا دخل لهيئة تنظيم النقل البري ولا مكتب النقل بذلك، لذلك أصبحت النقابات هي الخصم والحكم، عدا عن الحالة الفنية لكثير من الباصات العاملة والمتهالكة التي لا تصلح لنقل المواشي فما بالك بالبشر.
فمتى يوكل الأمر إلى أهله؟!