أن تعيش في ظلّ دولة القانون فتلك نعمة , أما أن تعيش في ظلّ وجود مليشيات مسلحة لا تعرف إلا مصالحها الضيقة , مليشيات تضع متاريس جمّة أمام سلطة شرعية , فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة وكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
تخطو بعض محافظات الوطن المحررة نحو المجهول , نعم نحو المجهول .. وذلك بسبب انتشار المليشيات المسلحة في هذه المناطق , مليشيات عنصرية , مليشيات جهوية , مليشيات قبلية , مليشيات لها اليد الطولى في كل الأمور , فما يحدث في هذه المناطق لا يستوعبه عقل , ولا يدركه خيال , لان المليشيات تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء , وأصبحت خطراً محدقاً على سكان هذه المحافظات , فالذي يحدث في هذه المحافظات لا يخضع إلى أي منطق , ولا يقره أي قانون , مليشيات ضجّ وجار منها الأبرياء من العجزة والنساء والأطفال ولكنْ لا من سامعٍ أو مجيب !!
مليشيات أخرى في محافظات الوطن الغير محررة , ترتكب الجرائم وتنتهك الحرمات , مليشيات تنشر ثقافة الإرهاب والكراهية وتستبيح الحرمات , وتمارس النهب والابتزاز باسم الحق الإلهي , وتفرض نفوذها بقوة السلاح وتزج بالآلاف في السجون والمعتقلات , مليشيات تهجر الأسر قسراً من منازلهم , مليشيات تأخذ طلاب المدارس إلى ميادين الموت ومهالك دروب الخراب والدمار ليكونوا الوقود الأسهل لمحرقة القتل بعد أن تعشمهم بجنان الخلد مستغلين عامل الفقر والجهل , مليشيات إذا فتشت تحتها فلن تجد إلا الخراب والدمار والرغبة الجامحة في سفك الدماء ونشر الموبقات واحتقاب الأحقاد على كل ما هو طاهر وشريف في هذا الوطن .
إن ما تفعله المليشيات المسلحة والخارجة عن الشرعية اليمنية والإجماع الوطني هنا وهناك , ونزيف الدم والاغتيالات للكثير من أمة المساجد وخطف الأطفال ومن ثم قتلهم , بات يشكل بحوراُ وأنهاراً من الحقد والغضب والثأر , كل هذا تشيب لهوله سود النواصي , ويُميتُ النفوس , ويُترك الحليم أكثر من مشدود وحيران , لان هذه المليشيات تستبيح البشر والشجر والحجر وهم منتشون بذلك , ولم تحترم إنسانية الإنسان , وعليه , ففي زمن المليشيات .. الأمن والأمان في ذمة الله , والله من وراء القصد .