أقلام حرة
أقلام حرة

العرب توحدهم هوية وليست كرة قدم

كتب/ محمد عبدالله القادري

وأنت ترى المنقسمون والمتعصبون بقوة في الشارع العربي ما بين تشجيع ميسي ومنتخب الأرجنتين ومنتخب فرنسا في المباراة الأخيرة بمونديال كأس العالم 2022 ، يخطر على بالك أولئك المنقسمون والواقفون مع المشاريع القادمة من خارج المنطقة العربية كإيران وغيرها.

 

انتهى هذا المونديال المقام في قطر ، ولكن ماذا استفدنا نحن كعرب.

كان يفترض أن يكون عامل الأرض والجمهور دافع لفوز منتخب عربي بكأس العالم ، وعدم تحقيق ذلك يدلل على أن المفروض على العرب الإعداد الممتاز لمنتخباتهم بما يمكنهم بالفوز بالكأس في أي مكان لا استضافة المونديال ، فالتأريخ يدون ويهمه من الفائز بالكأس وليس من استضاف المونديال.

يدعي البعض أن هذا المونديال قام بتحسين صورة العرب ، والحاصل أنه بعد تقليد ميسي بالعباءة القطرية قالت الصحافة الارجنتينية أن ذلك اساءة بحقها فالغرب لا يمكن ان ينظر لنا بعين استحسان ، بينما نحن العرب لسنا سيئين فلدينا تأريخ وحضارة ولسنا بحاجة لتحسين صورتنا من خلال استضافة مونديال كأس العالم .

هل ربحنا مالاً : يتسابق الغرب لاستضافة مونديال كأس العالم من أجل الحصول على عوائد مالية تدعم اقتصادهم ، وهذا سبب محاربتهم لقطر لأنهم لا يريدون أي عربي أن يكسب شيئاً ، ولكن شقيقتنا قطر أنفقت 220 مليار دولار وحصلت على عوائد 17 مليار دولار فقط.

 يدعي البعض أن كرة القدم ستوحد العرب ، وهذه نظرة سطحية نغفل بها عن منبع التوحد الحقيقي المطلوب في حالة التفرق والشتات التي نعيشها ، اذ يجب أن نجسد الهوية العربية داخل نفوسنا ، ومتى ما شعرنا وادركنا أننا جميعاً عرب وطننا واحد سنلتف مع بعضنا ونتوحد جميعاً ونتخلى عن التبعية لأي مشاريع قادمة من خارج وطننا العربي وسيكون هذا التوحد دائماً ومستمراً ، أما كرة القدم فقد توحدنا ساعة أمام شاشة التلفاز في وقت تشجيع أي فريق عربي ثم ينتهي ذلك التوحد.

220 مليار دولار ، والله كان الأولى على قطر أن تنفقها في بطون الجائعين من العرب فخيركم خيركم لأهله وستكسب بذلك أجر من المولى رب العباد وستعزز بهذا الاتجاه مشاعر الوحدة العربية من خلال التكافل العربي.

أو كان يفترض أن تقوم بانشاء مشاريع صناعية تؤدي لدخل اقتصادي مستمر.

أما أن تقوم بها لانشاء ملاعب واستضافة مونديال خسرت فيه أكثر من عشرة أضعاف مما جنته ، فهذا يدل على غباء وتبذير واحباط عمل فقط لا غير ، فعلت ذلك من أجل الشهرة لينطبق عليها ذلك المثل القائل همنا صيت ما همنا مكسب.