كتب / فتحية سالم
في اليمن كانت تجربة الحرب شديدة القسوة بحيث لم تستثن من تجريفها لأشكال الدولة شكلاً واحداً!.
أهم هذه الأشكال الذي أتت عليه الحرب سريعاً كان شكل الدولة ممثلاً في بعده المرتبط بأمن وأمان المواطن إذ سرعان ما بدأ الشعور بفقد الأمن ينسحب على المدن الكبيرة ليتجلى غيابه أكثر على الخطوط الطويلة حتى باتت أسفار اليمنيين على هذه الخطوط أشبه ما تكون بالسير على خيوط رفيعة فاصلة بين جحيم وآخر دون شبكة أمان أسفل هذه الخيوط!.
في المثال على انعدام الأمن على خطوط المسافرين خط بئر أحمد بعدن، الذي اتسم المشهد فيه خلال الشهرين المنصرمين بإنفلات أمني واضح شجع عصابات التقطع على تنظيم انفسها والاستفراد بالمسافرين.
مثال كان له نقيضه ممثلاً بسرعة تحرك قوات لواء العاصفة في إعادة الأمن إلى هذا الخط واعادة الاعتبار معه إلى أمن وأمان وهدوء وراحة المسافرين.
ولم يقتصر جهد قوات العاصفة على مجرد تأمين الخط من عصابات الحرابة بل شمل أيضاً تثبيت الأمن داخل العاصمة عدن وقدم الأنموذج الجدير بالإقتداء في مهام وعمليات تثبيت هيبة الدولة في الظروف الإستثنائية.
الأكثر من ذلك قدم الدليل على أن الدولة أياً تكن هذه الدولة قد تملك أيضاً فرصتها للوقوف بشكل ثابت ومتماسك في الظروف الاستثنائية والتحديات والمنعطفات الصعبة متى اعتمد مسئولوها على مبدأ ترفيع الشعور بالواجب والمسؤولية كالحال مع العميد أوسان العنشلي، قائد قوات العاصفة.. الذي يعمل بصمت ويضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن.