اتخذت السعودية قرارا بمهاجمة اليمن عسكريا في ٢٦مارس ٢٠١٥، لم يستغرق قرار الهجوم وتجميع تحالف دولي مشارك فيه أكثر من يومين ، كان الهدف المعلن هو إنها إنقلاب الحوثي وعودة الشرعية وهو ما لم يحدث ، ما حدث كان أشبه بمذبحة للدولة وللشعب اليمني ، فقد حرصت أن تتحكم بالشرعية لكي تهزم ولم تكن تساعدها لكي تنتصر .
حرصت السعودية أثناء هذه الحرب ومعها أمريكا على عدم المساس بالحوثيين وأدارت الحرب على تصفية مؤسسات الدولة واستهدفت القادة العسكريين والسياسيين من أركان الدولة وبصورة مباشرة وعلنية مثلما حدث في القاعة الكبرى التي قتلت فيها أكثر من ١٠٠ قائد عسكري ومدني ، لتفسح الطريق بشكل نهائي لسيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور .
بعد ما يقارب عقد من الزمان نرى السفير السعودي يصافح محمد علي الحوثي ، بعد أن ملأت السعودية والحوثي اليمن بالمقابر من اليمنيين والذين تجاوز عددهم مئات الآلاف وقتلوا التعددية السياسية والجمهورية العدو المشترك للطرفين ، مخلفين بلدا مفلسا ومستقبلا معطلا مليئ بالمعاقين الذين ستظل إعاقتهم شاهدة على هذه الحرب وسيظلوا يعانون من آلام مزمنة .
الحوثي قاد الحرب بسبب حكومة فاشلة والسعودية قادت الحرب لإفشال الحكومة التي زعمت مساعدتها وأنتجت لنا ثمان جثث محنطة لتعلنها مجلسا قياديا يكون مهمته التوقيع على تدمير اليمن ووضعت على رأس الحكومة موظفا بسيطا كان يقتات على مرتبه لتحوله إلى ملياردير باع كل شيء وترك ملايين من اليمنيين يفتقدون إلى الموارد الرئيسية وأصبح الشعب اليمني عالقا بين السعودية والحوثيين وملاحقا من الطرفين .
بعد أن أدركت السعودية أن أهداف الحرب قد تحققت ، وأنها قد قتلت المستقبل وأفرغت اليمن من الكوادر المؤهلة التي هاجرت بسبب الحرب وجعلت جيلا بكامله خارج المدارس و حرمته من التعليم وأنتجت اقتصادا هشا دون أساس ، وأن قيادات الشرعية كانت على علم ودراية بذلك وأنها قد فضلت مصالحها الخاصة على مصلحة اليمن وقبلت أن تغرق في بحر المساعدات الفلكية التي قدمتها لها والتي عادت بشكل أرباح على السفير محمد آل جابر وبعض أعضاء اللجنة الخاصة ، قررت الذهاب إلى الحوثي والاحتفال بهذا التدمير .
وهاهي السعودية اليوم ومعها الحوثي يصورون لنا أن السلام يكمن في فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع المرتبات ، وكل ذلك كان قائما قبل الحرب ، والسلام الحقيقي هو في إنهاء انقلاب عصابة الحوثي الإرهابية على السلطة ومغادرة السعودية والإمارات اليمن وإسقاط الادعاء بالحق الإلهي ، بغير ذلك إنما تفتح السعودية والحوثيين فصلا جديدا في تاريخ البلد ، والجديد هذه المرة أنه سيتم نقل الجثث الثمان المحنطة إلى متحف التاريخ بعد أن انتهى دورها ، وسيتمكن اليمنيون من إدارة معركتهم الحقيقة مع الإمامة والاحتلال .