أقلام حرة
أقلام حرة

جريمتا ريمة والمنصورة.. بين التكتيم والتهويل!

كتب/مريم محمد 

 

جريمتان تهزان الوجدان، والقلوب وكل الضمائر الإنسانية التي خلقها الله وجعل فيها من الأحاسيس والشعور ماتميزها عن بقية الكائنات الحية التي وان تأثرت بلا وعي لن تصل لما حباه الله للبشر من مشاعر إنسانية تجعله يرق ويتوقف عن الاضرار بغيره من الكائنات.

 

هذه فطرة الله في بني البشر، لكن ما أن تتداخل العوامل التي تُخرج الإنسان عن آدميته وتجعله يتوشح ويجسد صفات الحيوانات البرية المتوحشة حتى تجد المجتمع يطفح بالجرائم التي لايستوعبها عقل ولا يبررها موقف!

 

ففي الأمس القريب جريمة "طفلة ريمة" الطفلة عُلا ذات ال11 عاماً من العذاب والمعاناة، وبين جريمة "فتاة المنصورة" فاطمة ذات ال23 عاماً، هاتان الجريمتان اللتان وان اختلفتا في الكيفية والأسباب، إلا أنهما تحملان نفس القدر من الإجرام.. ففي جريمة الطفلة عُلا تم تعذيبها من قِبل أبيها وزوجته، وعمتها وزوجها، وتم بيعها كجارية لرجلٍ مسن لرعايته تفنن أيضاً بتعذيبها هو وأولاده بمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي وغيره، ونيتهم التخلص منها قبل أن تنكشف هذه الجريمة، بالإضافة لقتل أختها التي تصغرها سناً على يد زوجة أبيها وهروب أخيها.. وفي جريمة المنصورة التي حدثت بوحشية لاتقل عن الوحشية التي لاقتها طفلة ريمة، لكن كل ذلك كان مصوراً وموثقاً وبتضامن مجتمعي كبير واستنكار شعبي واسع لهذه الجريمة والمطالبة بإعدام الجاني..

 

بين هذه الجريمة وتلك، كان المجتمع في موضع الاستنكار، ولكننا لم نسمع أو نرى أي تضامن شعبي مع طفلة ريمة كما حدث في عدن حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار والتحليلات وإظهار العاصمة عدن بصورة سيئة، بينما هي جريمة فردية قام بها شاب واستنكرها المجتمع، في حين أن جريمة ريمة كانت جريمة مشتركة بين الأفراد والمجتمع الذي قِبل العودة لعهد الاتجار بالبشر وباع تلك الطفلة كجارية مع تقبل تام للمجتمع لهذه الجريمة قبل أن تنكشف عندما وصل الأمر لمحاولة القتل!!

 

هذا التناقض الرهيب في النقل والتعاطي مع الجريمتين يضعنا في موضع الاستغراب والتعجب، فكيف للضمير الإنساني أن يميز بين جريمة وأخرى ويهوّل واحدة ويُكتّم على الأخرى، إلا لأسباب ودوافع لا إنسانية ولا أخلاقية، ومناكفات سياسية تحاول تشويه صورة العاصمة عدن في أي حادثة تحصل فيها..

 

الإجرام لا دين له، ترفضه وتستنكره كل الأديان والقوانين والشعوب الحيّة، لكن عندما تتجرد الشعوب عن آدميتها تجدها تستغل هذه الحوادث لأغراض شخصية سياسية أو غيرها، متناسية طبيعتها البشرية السوية التي خلقها الله عليها وميزها فيها عن بقية الكائنات، فكونوا بشراً أسوياء ولا تكونوا كائنات حية متوحشة تستغل حتى الجرائم اللانسانية في مناكفاتها السياسية القذرة!!

 

الصور المرفقة لجريمة #طفلة_ريمة والتقرير الطبي الخاص بها،،