تعد ثورة 26 سبتمبر من أعظم الفصول التاريخية التي رسمت بأحرف من نار مسيرة الجمهورية اليمنية، حيث شهدت البلاد التحول الجذري نحو سماء الحرية، وفك أغلال العصابة السلالية الجاثمة على صدر الوطن لقرون.
في عز النسمات الأولى لفجر ذلك اليوم اليوم العظيم 26 سبتمبر، تعالت هتافات الثوار المشتعلة بنار الاصطفاف من أجل إقامة نظام جمهوري يعبر عنه ويحقق تطلعاته آماله.
كان الثوار الأبطال يتلاحمون بقوة الإدراة وينزفون دماءهم الزكية بشغف الثورة باذلين روح الفداء للوطن والحرية لانتزاعه من مثلث الجهل، والجوع، والمرض الذي سببه الحكم الفردي والاستيلاء الظالم على الدولة ومواردها.
لتحقيق مستقبلٍ أفضل ينبع من أعماق الديمقراطية وحقوق الإنسان، توالت الضربات القاصمة عقد بعد عقد وعام بعد عام حتى بزغ نور فجر سبتمبر المجيد، فجر الحرية الزاهية والعدالة المشرقة وعبق التغيير لتصقل ذلك الهدف النبيل وتنسج خيوط التغيير بأيديها المتحدة.
كانت الثورة تواجه العديد من التحديات والمحن القاسية، حيث تصدت لها قوى الظلام الموالية لعروش الفساد الإمامية.
ولكن لم تتزعزع قوة الثوار وعزيمتهم، فقد تصدوا بكل شجاعة وتضحية لتحقيق مبادئهم النبيلة.
وباتوا رموزًا للشجاعة والتضحية والجمهورية والعدالة في أغلى صفحات التاريخ، وذاكرة الشرفاء جيل بعد جيل.
إن سبتمبر لنا، ليس مصطلحا يعبر عن تاريخ زماني، بل هو نبراس يشع نوره حرية وثورة ومقاومة ورفض لكل محاولات الاستئثار بالحكم لفئة أو سلالة أو عصابة، أو استيراد التجارب الخربة من هنا وهناك في محاولات بائسة لارغام أحفاد الأحرار لتقبلها والعيش معها.
فعلها الأجداد وانتزعوا حق الوطن من عيون الشر، وبات ذكر الإمامة ذكر سوء ينم عن الدمار والموت والجوع والمرض، حتى عادوا مستغلين المناخ الديمقراطي والحر لفترة عاشتها بلادنا وانقلبوا على النظام الشرعي المنتخب مدعومين من قوى إقليمية طامعة بموارد ومقدرات بلادنا، وعاد الاحفاد بعزيمة الأجداد ليزيلوا السرطان من مساحة كبيرة من الوطن وما زالت المقاومة مستمرة، وما زال سبتمبر حي يشهد الدنيا ومن فيها أن لا بقاء لباغ في اراضينا.