إن تل أبيب بقيادتها السياسية المتعجرفة وزعاماتها الدينية المتطرفة ما زالت تزرع المزيد من الكراهية ضد العرب، كما أن آلتها العسكرية تتوسع باستمرار لإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل عن بكرة أبيه!
وجراء هذه الأفعال العدوانية لقد باتت رائحة الكراهية تفوح من كل مكان في الشارع العربي ضد هذا الكيان الصهيوني المتغطرس والذي يجب أن يحاكم قادته محاكمة مجرمي الحروب وهذا دليل على أن الأمر وصل إلى نهايته وأن صبر الأمة بأسرها قد أوشك على الانتهاء وأن إسرائيل مصرة على كتابة نهايتها ومسحها من على وجه البسيطة مسحا نهائيا وأنه لن يكون لها وجود تخليصا للعالم كله من شر هذا السرطان اللعين وهذا هو وعد الله عزّ وجل فماذا لو أرادت إسرائيل وأراد رب العالمين وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة؟
إن ضرب غزة وتهجير سكانها وق.تلهم وهدم منازلهم بالأسلحة الثقيلة وضرب المرافق الحيوية ووأد الأطفال بهذا الشكل الإجرامي لهو وصمة من الخزي والعار في جبين الإنسانية هذا إن كانت بالفعل هناك إنسانية لا تزال متبقية!
وإذا كانت إسرائيل(طفل أميركا المدلل) في السابق تمد يدها في تبجح لتطلب التطبيع! فكيف يمكن التطبيع مع هذا الجحيم المحرق من القتل وسفك الدماء والعربدة هنا وهناك؟ بل كيف تنمو صداقة من خلال هذا الحجم المروع من التخريب والإجرام؟
في كتاب"إسرائيل البداية والنهاية"، يقول الراحل الدكتور مصطفى محمود:«إن إسرائيل تتصرف وكأنها تتعامل مع أصفار، وتتوسع وكأنها تمرح في فراغ، وهذا الغياب للموقف العربي سوف تكون له عواقب وخيمة» .
لقد لقنت القيادة السياسية المصرية مؤخرا وزير خارجية اسرائيل أقصد أمريكا درساً قاسياً عن حسن معاملة اليهود داخل العالمين العربي والإسلامي وإن الإساءة لليهود عبر التاريخ وقعت عليهم داخل أوروبا.....!
وأن ما يحدث في غزة هو صلف من التعدي والغرور الذي يجب مواجهته ولا يجب أن يصمت العالم عن ذلك ويصم أذنيه! وان مصر قادرة دفاعا عن سيادتها وخطوطها الحمراء ولا يمكن أن تقبل مصر أو أن يقبل غيرها بخديعة ووهم الوطن البديل!
وبعد موقف الدبلوماسية المصرية يجب أن يعجل جميع العرب والمسلمين في شتى أنحاء العالم أقلية وأغلبية بمممارسة ضغوطهم السلمية على جميع حكومات العالم احتجاجا واتحادا من أجل وقف هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب عند حده .
لقد فتحت حربنا في السادس من اكتوبر ١٩٧٣ _التي ضربت صورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم_فرصة للدبلوماسية الدولية بأن فرضت على تل أبيب التفاوض للانسحاب من الأراضي المصرية المحتلة... ولو لم تنشب الحرب وتنكسر فيها إسرائيل لما طويت صفحة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء ولظل الحال على ما هو عليه إلى الأبد . فهل يعيد التاريخ نفسه وتحفر اسرائيل بيديها هذه المرة قبرها الأبدي؟ بالطبع عندما تركب العنجهية أصحابها قبل ذلك قال رئيس الأركان الإسرائيلى"ديفيد إليعازر" مطمئنا الصحفيين والإعلاميين الإسرائيليين أنه «لن تنشب حرب فى القريب» وانه بإمكانهم «النوم بهدوء مستريحين»، وبعد خمسين عاما على حرب السادس من أكتوبر 1973، قال جنرال إسرائيلى آخر للصحفيين قبل ضربات السابع من أكتوبر بأيام قليلة «اذهبوا للعيد، فلن تنشب عمليات عسكرية»! ما أشبه الليلة بالبارحه.