كتب|| خالد سلمان
عدم الرد وجعل العدو الإسرائيلي في حالة إنتظار مرهق هو جزء من الرد، وليس على إيران أن ترد مباشرة يكفي أن تقدم لنا السلاح والدعم ونحن من ينوب عنها.
هكذا قال أمين عام حزب الله في خطاب اليوم الإثنين في محاولة لتهيئة الرأي العام لقبول إحتمالية إعتماد إيران على أذرعها ليحلوا محلها في الرد على إختراق سيادتها وأمنها القومي وحتى شرفها كما سبق أن وصف خامنئي ونصرالله عملية إغتيال هنية في عقر دار الحرس الثوري في طهران.
حتى الآن لاجديد يُذكر على صعيد كسر قواعد الإشتباك والذهاب إلى قصف العمق الإسرائيلي ، وكأن فؤاد شكر لم يغتال وإسماعيل هنية مازال على قيد الحياة ، تكثيف الحديث في هذه اللحظة المفصلية الفارقة عن عمليات إسناد غزة كما كانت ، دون الإشارة لخرق قواعد الردع ومهاجمة معاقل إسرائيل الحساسة، يعني أن الوضع في حالة ثبات ولا متغير جدي على الأرض.
حديث نصر الله يضع الباب موارباً بين أن ترد إيران إن شاءت حساباتها السياسية أو أن لا ترد ، والراجح في هذه الثنائية أن الوكلاء منوط بهم القيام بذلك.
إيران تتلقى العروض وتبحث في الخيارات تضغط لتحسين شروطها التفاوضية في ملفاتها العالقة ، وتصرح علانية أنها لن تذهب إلى حرب إقليمية ، وأن حدود المواجهة تخضع للمعايير السياسية لا العسكرية ، في حين يلوح نتنياهو أنه في حال تأكد قرار إيران سيرد عليها بضربة عسكرية إستباقية موجعة.
الخيارات العسكرية المطروحة: رد محدود للغاية، يقابله توفير مخارج حفظ ماء الوجه ،وإعطاء طهران جزءاً من نصر ناقص وهمي، بتبريد المواجهة في غزة ووقف إطلاق النار والقبول بصفقة ما ، تمكِّن إيران من تسويقها كنتاج لضغطها على تل أبيب، وإجبارها على تليين مواقف إسرائيل خشية من رد إيراني عاصف محتمل!.
جماعة المحور تشتغل على نغمة حسن نصرالله، إن الإنتظار يرهق الكيان ويعزله عن العالم ،ويدمر إقتصاده وبالتالي فهو أشد وقعاً من الضربة ذاتها.
إيران تبيع الوهم وتجد بين أعضاء جماعاتها من هو مستعد لشراء إكذوبة نظرية الإنتظار المُكلف ، والسير خلف تخريجات نصر الله من أن إيران ليست معنية بالرد، وإن حدث لن يفجر المنطقة ، وأن زعيم المقاومة الفلسطينية لحماس ، لم يكن مقاوماً بما يكفي ، ليستحق خوض المواجهة، وأن شرف إيران قابل للفلفة والترقيع .