أقف اليوم على زاوية المبنى المغلق بأربعة جدران، الذي أعيش فيه حالياً، أفكر وأتأمل تلك الرحلة التي سأقطعها في الفترة التي حلمت فيها بالوصول إليه، تعلن جامعة عدن عن مواعيد التسجيل وأيام الدراسة للراغبين في الالتحاق بمقاعدها.. سارع بالتسجيل، فالحلم سيتحقق خلال أيام.
ما زال خبر الدراسة عالقًا في مسامعي، وصدى حلمي يهزُّني بأن اقتراب أيام دراستي يحثُّني كي ألحق بها قبل فوات الأوان. التاريخ يعلن مجيئه، والأيام تتسابق، والساعات والدقائق تلاحقنا، والآن أعيش في ظلام الجهل. هل سأضيء نور العلم في ظلام الجهل؟ هل ستشرق شمس أحلامي أم ستغرب شمس طموحاتي؟ لقد أصبح هذا اليوم مظلما، أفكار متناثرة، تتلاشى في ضبابية الظلام، لا أستطيع التركيز..
أتساءل: هل ستفتح لي الأبواب وأقطع هذه المسافات؟ هل ستزول همومي التي كالجبال أم ستزداد همومي وأحزاني؟ أنغمس في شعور الضياع والثقل من مشاق السفر والصعود إلى سفينة البحر، حتى لا أسلك طريقًا مليئًا بالمطبات والأهوال.
أتطلع بشغف إلى مستقبلي، تساورني التساؤلات: هل سيصل قطاري إلى باب الجامعة؟ هل سأنال الخلاص المنشود، أم سأتخبط في طريق الخيبة والخذلان؟
لا أدري ما الذي سأكتب، سأحاول فقط أن أفصح عن بعض أفكاري وأحلامي، لقد جف حبر قلمي، وامتلأت صفحات دفتر أحزاني، أكتب وأنا أسبح في بحر الأحلام، تتساقط الكلمات من قلبي وتتحرر الحروف من ذهني، عجزت لغتي عن التعبير، وأصبح هاتفي كالجماد لا يستجيب لنداءاتي، سأحاول الإمساك بملازمي وأوراقي، سأنثر العناوين والمحاضرات، لعل الوعد الذي قطعته يوماً ما سيتحقق، سأزيل الجبال من طريقي وأرتفع في سماء الحلم السعيد، سأواجه الصعوبات بصبر وثبات، مهما كانت مرارة الأيام وشفقة الحياة، فثقتي بالله تظل عظيمة، فهو الذي سيفتح لي الأبواب المغلقة.