حمادي القطوي
حمادي القطوي

بين شواطئ اليأس

أقف أمام بحر تصطدم بي أمواجه رغم الأضواء التي تسطع على المصابيح هذه والليل هادئ والناس يأتون إلي، أردت أن أشكو له قلقي، فقال: اغرب من أمامي، توجه بشكواك إلى احد غيري، ثم إلى من له القدرة على إصلاح عقلك المكسور. أنا لست مكانًا مفتوحًا للعشاق والقلقين، أنا أستقبل إلى جانبي السعداء الضاحكين المبتسمين الذين يملكون السيارات الفارهة وأصحاب الأرصدة والدولارات المخزنة في البنوك، ها هم الذين أرد عليهم وأستمع إلى شكواهم وأقبلهم إلى جانبي الذين يستمتعون بتدفق أمواجي، أنت ذلك الولد المسكين، الواقف والقلق، تواجه الصعوبات والتحديات، المنكسر والغارق، تعيش شعور الخيبة، فكيف أستمع؟ وبسبب شكوكك، أعطيك بعضاً من وقتي، فوقتي يساوي دولاراً، والوساطة تُعطى، لذا سأخبرك للمرة الثانية، أنت غريب وضعيف أمامي، أنا لا أستمع إليك أيها الحزين.

 

أيها البحر، أراك اليوم مغتر، رجع نفسك افضل، ستتغير الأحوال في يوم مدري وسأكون افضل وأجمل؛ فلبشر غير قادرين على أن ينفعوك أو يضروك في أبسط امر، فلا تفرح بكثرة وجودهم إلى جانبك اليوم أو غدا، البشر هم مجرد بشر، وغير ذلك فلا تنتظر منهم أكثر أيها البحر لا تتساهل بي، اليوم أنا على جانب الطريق، محششًا، وقد أصبح مع الأيام مديراً في مكتب للمناشدات والاتصالات، وتأتيني تريد إيصال رسالتك من ظلم الإنسانية والبشر، عندها تذكراني أحلم بأشياء كثيرة، وطريق حلمي مكتوب ومرسوم بالقلم والدفتر، يابحر أقول لك لا تغتر، فالأيام ستتغير وتسقى من كأس الضيق اليوم اوغذآ، كلامك لي مزعج ولكن تذكر اليوم في دنياكم تفتخرون، وغدا ينكسر حالكم ولا أحد يعلم، وكم تخطئون في حالكم، لا ينفعكم الناس، ولا التكبر، لو أردت أن أؤذيك لقلت لك أنك شاطئ للزوار وممر لإنتاج البضائع التي يتم تحميلها على السفن والبواخر، لو لطفت ما ميز الله لنا ماء الكوثر وزمزم يا بحر، رأيتك اليوم مخدوعاً مجرد كلام أعطيتك إياه لتعلم أن طالب العلم ربي معه إلى يوم الدين يقول رسول الله: ان طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر

 

سأستمر في المسير، بغض النظر عما إذا كان عقلي واعيًا أو مختلًا، ثقتي في ربي ستنقذني من ظلم البشر، طموحي لنفسي، وأقول لربي سأسير باسمك الأعظم، تمنحني القوة عند ضعفي، والهداية من أخطائي، والصبر عند تأخر الحلول.