علي خالد
علي خالد

أبين…خاصرة الجنوب وشوكة الميزان

محافظة أبين واحدة من أهم المحافظات الجنوبية، حيث تشكل أهمية حيوية واستراتيجية للجنوب العربي، وعلى مر السنوات، ظلت أبين رهينة التهميش والإقصاء وتنامي الأنظمة الإرهابية التي زرعتها قوى الإحتلال اليمنية، حتى يسهل لها السيطرة على أبين وبقية محافظات الجنوب. 

‏‎قضية شعب الجنوب

‏‎يشكل موضوع استعادة هوية ودولة الجنوب قضية محورية بالنسبة لشعب الجنوب، ودائماً ماكانت أبين جزءًا من هذا النضال، إذ شهدت تحركات واسعة لطرد الإحتلال اليمني وتحقيق استقلال الجنوب ومقاومة سياسات التهميش التي فرضتها الأنظمة الإحتلالية اليمنية المتعاقبة منذ العام 1990. 

‏‎يعد الجنوب العربي بالنسبة لأبناء أبين قضية وجود وكرامة وهوية، وليس مجرد قضية سياسية، فالمحافظة تحمل في طياتها رمزية النضال والمقاومة الثورية، التي أطلقها أحرار الجنوب لمقاومة وطرد قوى الإحتلال اليمنية.

‏‎دور القوات المسلحة الجنوبية

‏‎لعبت القوات المسلحة الجنوبية دورًا محوريًا في الدفاع عن أبين ضد مختلف التهديدات. فمنذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تم تعزيز وجود القوات الجنوبية في المحافظة لمواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب. 

‏‎كانت القوات المسلحة الجنوبية ولا تزال الحصن المنيع الذي يقف في وجه الجماعات الإرهابية، حيث تمكنت من تحرير العديد من المناطق في محافظة أبين من قبضة العناصر المتطرفة والإرهابية، التي كانت تستخدمها القوى الإحتلالية اليمنية كقاعدة لتهديد الأمن والاستقرار ولنشر نفوذها في الجنوب.

‏‎الإرهاب واستغلال الفوضى

‏‎لم تكن محافظة أبين بمنأى عن مخاطر الإرهاب، حيث استغلت الجماعات المتطرفة الفوضى التي خلفها الاحتلال اليمني لنشر نفوذه في مناطق واسعة من المحافظة. 

‏‎كانت هذه الجماعات تتلقى دعمًا غير مباشر عن طريق تسهيل تحركاتها من قِبل القوى الإحتلالية اليمنية التي كانت تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الجنوب، إلا أن الجهود المستمرة للقوات المسلحة الجنوبية ساهمت في تقويض هذا الخطر بشكل كبير، ما أعاد للمحافظة جزءًا من أمنها المفقود.

‏‎الاحتلال اليمني وآثاره

‏‎عانت أبين كباقي محافظات الجنوب من آثار الاحتلال اليمني الذي أسفر عن تدمير البنية التحتية، وانتشار الفوضى، وتدهور الخدمات الأساسية، وانتشار الفقر والبطالة. 

‏‎كانت سياسات التهميش والتجويع التي انتهجتها الحكومات الإحتلالية اليمنية المتعاقبة تهدف إلى إضعاف النسيج الاجتماعي والاقتصادي في الجنوب، ما جعل أبين وأهلها يدفعون ثمن هذا الاحتلال باهظًا. 

‏‎ورغم كل ذلك، فإن إرادة شعب الجنوب، وخصوصًا في أبين، لم تنكسر، بل زادت من عزيمتهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة وطرد قوى الإحتلال اليمنية.

‏‎أخيراً تظل أبين هي خاصرة الجنوب، وشوكة الميزان، وهي الورقة الرابحة بالنسبة لشعب الجنوب، ويبقى رهان قوى الإحتلال اليمني في محاولة إبعادها أو حرفها عن مسارها الجنوبي مختوماً بالفشل، فلا جنوب بدون أبين، ولن يفرط شعب الجنوب بشبرٍ واحد من أرضه وثرواته.