كثيراً ما نسمع عن التنمية أو نكتب حولها أو يستشهد بها المتحدثين من مسؤولين وغيرهم في التصريحات والنقاشات، وهذا شيء جيد من حيث القول الذي يتطلب فعل حقيقي.
ولكن من الملاحظ أن الكثير يتحدث عن التنمية ويستشهد بها فيما يصرح به أو يكتب، وكأنه يتحدث عن أمر مختلف ليس له أي صلة بالتنمية ومن باب حتى يقال إنه تحدث، وهذا ربما يعود لكونه في الأساس لا يعي مفهوم التنمية. وفي هذا السياق أود أن أورد لكم المفهوم الأقرب والذي يتفق عليه الكثير من الباحثين والخبراء حول التنمية، سيما وهناك عدة تعريفات حولها من وجهات نظر مختلفة، ولكن في الأخير فإن هذه التعريفات تجمع على العناصر الأساسية لمفهوم التنمية. التنمية هي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر تتخذ أشكالاً مختلفة وتهدف إلى الرقي والنهوض بالوضع الإنساني من الفقر والتخلف والفوضى والجهل إلى الاستقرار والرفاه والتطور والتقدم، بما يتوافق مع الاحتياجات والإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية وغيرها، وهي وتعتبر وسيلة الإنسان وغايته لكونها عنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي. وبعد هذا التعريف اود توضيح جزيئات من المفهوم حيث أن التنمية باختصار هي النهوض من وضع سيء إلى وضع أفضل وفق الإمكانيات المتاحة، وليس من الضرورة أن يكون الوضع فوضى وتخلف وجهل وفقر حتى ننهض به، فقد يكون وضع مستقر ومتطور ولكن ننهض به ليكون أكثر استقراراً وتطورا، إضافة إلى أن التنمية تكون مستمرة من نهوض إلى نهوض افضل ولا تتوقف عند نقطة معينة، كما وأنه لا يشترط أن تكون التنمية شاملة على مستوى المجتمع أو الدولة ككل فقد تكون جزئية. والأمر الآخر هو أن التنمية ليست مجرد أقوال وخطط ودراسات وإمكانيات - حتى وإن كانت من متطلباتها - حيث أنها لن تتحقق إلا متى ما تحولت إلى فعل حقيقي ونقلت الأوضاع الإنسانية من وضع سيء إلى وضع أفضل في المجتمع أو الدولة أو المدينة أو المنطقة أو حتى على مستوى مشروع أو مؤسسة معينة حكومية أو خاصة.
2 سبتمبر 2024م