لا أنكر بإنني كنتُ ولازلتُ واحداً من بين الذين انتقدوا (في تعليق وربما أكثر) ذلك الإعلان الرائج للجامعة الألمانية الدولية ، لكنني على يقين تام بإنني ألتزمت في الموضوع ذاته ؛ ولم أتجاوز حدوده أو أخرج عن إطاره قط.
على كل حال أقر وأعترف بإنني قمت بحذف كافة تعليقاتي للسبب التالي: إنني وبعد متابعتي لصفحات رواد التواصل الاجتماعي هنا وهناك؛ وجدتُ ان الأمر خرج عن طوره كُلّياً ، ولم يُعد ذلك الإعلان هو المشكلة أو المسألة التي يناقشها وينتقدها الناس ؛ بل لاحظتُ بوضوح تام وجلي بإن هؤلاء قد تركوا موضوع الإعلان جانباً ، وضربوا به عرض الحائط ؛ ليتوجهوا مباشرة إلى شن هجوماً شرساً وأرعن ضد الجامعة الألمانية ككل ؛ وإستهدافها بصورة مباشرة واضحة ومقززة وصريحة للغاية ؛ دون خجل أو إحتساب.
هذا الأمر أوحى إليّ بإن الهجوم مغرض ومفتعل من بعض الأطراف التي ربما تكون مناوئة للجامعة ؛ وربما من الفئة التي لايشغلها شاغل إلا تتبع العثرات ورصد الزلات والتصيّد في الماء العكر ؛ لتشن -بعدها- هجومها الشرس الذي تستهدف فيه هذه المؤسسة أو تلك ، ناهيك عن فئة ثقافة القطيع التي تركب مع الموجة ، وتهذي بما لا تدري كعادتها. أقصد فئة :(معاهم معاهم ؛ عليهم عليهم)، وهم كُثر مع الأسف.
اعقلوا ياساااادة !! لم يصل الأمر إلى إن تهاجموا صرح تعليمي يمثل واحداً من أبرز وأحدث الصروح الأكاديمية في عدن التي جاءات لخدمتكم ولتلبية طموحاتكم وتطلعاتكم ، إذ انها جاءات كبارقة أمل لهذا المجتمع والأنسان الذي هو بأمس الحاجة لمثل هكذا مؤسسات خدمية ووطنية تسعى بجهود جبارة وذاتية إلى ترميم الجراح الغائرة والنهوض بهذه المجتمع من بين الركام ، والسعي جدّيا إلى إحداث نقلة نوعية وتنموية في مجتمعاتنا التي ذاقت الأمرين.
اعلموا ان هذه الجامعة جاءات -في المقام الأول- لأجل خدمتكم ومجتمعاتكم التي تعرّضت للتجهيل الممنهج منذُ عقود عدة. لقد جاءات بعد شاهدت آمال الطامحين من خريجي الثانوية تتحطم أمام بوابات الجامعات الحكومية.
اليوم جاء المستثمرون من ذوي رؤوس المال الوطني ليقولوا: كفاء تجهيلاً لإجيالنا ! كفاء تهمشياً وحرماناً لأبنائنا وبناتنا الذين يتم اقصائهم -عنوة- في كل عام من الإلتحاق بكليات الطب الحكومية وغير الحكومية ! اليوم هذه الجامعة عملت على تجاوزت هذه المعضلة الحقيقة التي ظلّت واقفة (كحجر عثرة) أمام كافة خريجي الثانويات العامة.
من هذا المنطلق بذل المستثمرون أموالهم بكل سخاء وعطاء ، ليتبنوا رؤية تأسيس صرحاً أكاديمياً مزوداً بأحدث التقنيات والأجهزة التي تحتويها معاملها الحديثة بمختلف الأقسام والتخصصات الطبية والتطبيقية.
الجامعة الألمانية الدولية جاءات لتستثمر في الإنسان ، لإدراكها ويقينها بإن هذا الإنسان هو المحور الأساسي والأول لنهضة وتنمية أي مجتمع ودولة؛ والذي بواسطة تتحقق التنمية المستدامة ، ومن دونه (لاشيء لا أحد) !!
هذه الجامعة دخلت بقوة وشكّلت نقلة نوعية في التعليم الحديث الذي يواكب التقدم التكنولوجي وفق متطلبات العصر وما تقتضيه المرحلة؛ وذلك دون ان تحتسب لقيمة الأجهزة والمعدات الباهضة الكلفة، والتي لم تتمكن حتى الدولة -بجلالة قدرها- من توفيرها إلى الجامعات الحكومية نتيجة كلفتها الباهضة، ولاشك ان لا أحد يجهل واقع الجامعات الحكومية التي تفتقر -اليوم- لأبسط التقنيات العلمية ؛ وإن وجدت شيء مما تمتلكه في معاملها التطبيقية فهو مجرّد كوم من الخردة والوسائل التقليدية التي أكل عليها الزمن وشرب. الأمر الآخر هو الكادر البشري الذي تحتضنه هذه الجامعة من الدكاترة والأكاديميين الذي يمثلوا نخبة الصف الأول في عدن ، وهذا يؤكد على مدى حرص إدارة الجامعة وجديتها في تخريج كوادر علمية متسلحة بالعلم والمعرفة ، ومتقنة لدورها في التطبيق العملي بأسواق العمل.
على كل حال ، أعلموا جيداً بإنني أكتب هذا عن الجامعات الحكومية وأنا أكاد أموت حزناً وكمداً على واقعها الذي لم أكن اتمنى وصوله إلى هذا الحال ؛ لكن مهما حاولنا الهرب وغض الطرف ؛ فهذا هو واقعها الذي لا مناص منه ، والذي يجب ان نتقبل حقيقته حتى وإن كانت مرّة.
لا أطيل أكثر ، لكن أحب ان أجدد تأكيدي بإنني حذفت تعليقاتي لأن الجامعة ألالمانية أكبر من ان يشمت بها الشامتون والمتسلقون على حساب البناء والتنمية والنجاح. هذه الجامعة من أملاكنا كمجتمع !
الأمر الآخر الذي دفعني إلى حذف تعليقاتي هو ان الموضوع خرج عن إطاره بنحو 180 درجة وأكثر .. وهنا أستحضرتُ ذاتي وأيقنتُ بإنه من المخجل جدا جداً ان نهاجم ونشن حروباً على مثل هكذا مؤسسات تعليمية خدمية جاءات لنا ولأجلنا ؛ إذ انها تمثّل اليوم بصيص الأمل الوحيد لأستعادة أنفاسنا ونهضة مجتمعاتنا وبناء الفرد والمجتمع وفق طرائق ومعايير علمية تطابق معايير الجودة العالمية.
صحيح إننا سنظل ننتقد الخطأ اينما وجد (الخطأ بعينه فقط) ، لكننا لم ولن ننجر إلى ماهو أبعد من ذلك كما هو شأن الغالبية من رواد التواصل الأجتماعي . نعم ، سننتقد الخطأ ، لكن الخطاء فقط ، حتى وان كُنّا على يقين بإن الهفوات واردة بصورة طبيعية في كل مؤسسة من المؤسسات (كبرى أو صغرى) ، #لكن المبدأ الذي لن نحيد عنه هو اننا حين نستشعر بإن الأمر يتحوّل عيانا وبياناً إلى هجوم وحرب شعواء واضحة وعلنية ضد هكذا مؤسسات علمية وخدمية بحجم الجامعة الألمانية، #فإننا لم ولن نسمح بذلك على الإطلاق.. علماً (وحسب معلوماتي) بإن الإعلان كان ناتج تصرّف فردي، وجاء خارج حسابات إدارة الجامعة ودون علمها. ------ 04/سبتمبر/2024م.