23 سبتمبر 2024م، يصادف العيد الوطني للمملكة العربية السعودية .. والذي تحتفل فيه هذا العام في ذكراه الرابعة والتسعون وقد وصلت إلى أن تكون دولة محورية لها ثقلها في المنطقة وحضور دولي واسع، ناهيك على ما تشهده في الداخل من تطور ونقلة نوعية على كافة الأصعدة والمجالات والقطاعات.
لن اتحدث في مقالي هذا بمجرد كلام إنشائي ولكن بأرقام وحقائق، ففي الجانب الاقتصادي والذي يعتبر سلاح العصر، تمضي المملكة في رؤية 2030، والتي لا تهدف للإصلاح فقط، ولكن التحول لاقتصاد متنوع ومستدام، حيث حققت نقلة نوعية لتعزيز الإيرادات غير النفطي على مدى السنوات الماضية، وحسب تصريح لوزير المالية السعودي محمد الجدعان، في مايو من العام الجاري، فإن المملكة نجحت في تنويع مصادر إيراداتها إذ تحصل على 37% من عائداتها حاليا من مصادر غير نفطية. وفي جانب الاستثمار أظهر تقرير منصة MAGNiTT، أن المملكة استحوذت على 54% من إجمالي الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النصف الأول من عام 2024 مقارنة مع 38% في النصف الأول من عام 2023، وذلك باستثمارات بلغت 1.5 مليار ريال سعودي (412 مليون دولار أمريكي)، كما ارتفعت الصادرات غير البترولية السعودية، بنسبة 3.3% في الربع الأول من 2024، إلى 69.8 مليار ريال، على أساس سنوي. وسجلت المملكة ارتفاع في حجم التبادل التجاري بينها وبين الاقتصادات الكبرى العالمية ودول المنطقة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري مع الصين إلى أكثر من 100 مليار دولار في عام 2023م، وبلغ التبادل التجاري مع أمريكا 34 مليار دولار في عام 2022، وارتفع التبادل التجاري مع بريطانيا إلى 21.7 مليار دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري مع اليابان منذ بداية 2024 حتى نهاية شهر مارس بلغ 9.3 مليار دولار، عربيا ارتفع حجم التبادل التجاري بين للسعودية مع الأشقاء في ودول مجلس التعاون الخليجي بنحو 13%، ليبلغ 55.6 مليار ريال (14.83 مليار دولار) في الربع الأول من 2024م، وبلغ حجم التبادل مع مصر أكثر من 124 مليار ريال (33 مليار دولار) خلال عامي 2022 و2023. وسياسياً أصبحت المملكة ذات تأثير إقليمي ودولي وموقف متوازن من الصراعات القائمة، والثبات في الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي ومواجهة الضغوط التي تهدف لجرها إلى التطبيع، وتحييدها لملف النفط ورفضها المطالب الأمريكية باستخدامه في حرب أوكرانيا، والوساطة التي تقودها في تلك الحرب، إضافة إلى مساعي ايقاف حرب غزة بجانب مصر وقطر، ودعم جهود السلام في اليمن، وقبل ذلك التعاطي الإيجابي مع الدبلوماسية الصينية في الوساطة والتهدئة مع إيران املأ في تعزيز العلاقات الندية والمصالح المتبادلة بعيداً عن التدخل في شؤون البلدان العربية وتهديد أمنها القومي. أن الحديث عن جوانب النهوض في المملكة لا يتسع المجال لذكرها ، سواء ضمن "رؤية 2030" وغيرها من مجالات التطور والنمو، وجهودها الإنسانية والتنموية حول العالم، ولهذا أخترت أن أورد بعض الأرقام في الجانب الاقتصادي وما يتعلق فيه باعتباره سلاح العصر وأساس النهوض للدول والمجتمعات والمنافسة الإقليمية والدولية، وحتى لا يقول البعض أن هذا نوع من المبالغة فالارقام دليل دامغ على تجربة النجاح التي لا يمكن نكران أي قصور أو معوقات رافقتها وترافقها ولكنها تبقى ضئيلة. ولعل ما يدلل على نجاحات تجربة النهوض في السعودية يأتي من خلال النظر إلى معدل البطالة التي تعتبر من محددات قوة الاقتصاد ومقياس لصحته، حيث أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، انخفاض معدل البطالة بين السعوديين خلال الربع الأول من 2024م بواقع 0.2 نقطة مئوية على أساس فصلي، ليسجل 7.6 بالمئة، مقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي، ولكن الهيئة أوضحت أن نحو 95.9 بالمئة من السعوديين المتعطلين عن العمل سيقبلون بعروض العمل في القطاع الخاص، وهو معدل إيجابي يعزز ما ذهبنا إليه في مقالنا المتواضع. وأود الإشارة إلى أن هذا التناول المتواضع يأتي عن تجارب نجاح لدولة عربية يمكن الاستفادة منها، ومن باب الفرحة لها باعتبارها لدولة شقيقة تجمعنا بها علاقات تاريخية وتعاون متين، نتمنى العمل على تعزيزه وخلق قواسم ومصالح مشتركة متبادلة مستقبلية ومستدامة. من عدن .. العاصمة الصامدة الباسمة .. نهدي للمملكة العربية السعودية شعبا وقيادتا أطيب التهاني والتبريكات بالعيد الوطني المجيد، ونتمنى للمملكة دوام الأمن والاستقرار والازدهار والمضي نحو خطوات متقدمة للنهوض على كافة المستويات والاصعدة وتعزيز مكانتها وحضورها الإقليمي والدولي.
#فتاح_المحرمي 23 سبتمبر 2024م