حذر علماء في الفلك من ضعف المجال المغناطيسي للأرض، الذي يعتبر أمرا حيويا لحماية الحياة على كوكب الأرض من الإشعاع الشمسي، ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى سبب هذا الضعف، مما يهدد الكوكب بـ"كارثة محتملة".
ويقول علماء الفلك إن المجال المغناطيسي للكوكب فقد في المتوسط ما يقرب من 10 بالمئة من قوته على مدى القرنين الماضيين، لكن الضعف يتزايد على نحو أكبر في منطقة تمتد من أفريقيا إلى أميركا الجنوبية. كما عرفت مناطق جنوبي المحيط الأطلسي تقلصا في قوة المجال المغناطيسي على مدى السنوات الخمسين الماضية، وتوسعت رقعة هذا الضعف وتحركت غربا. على مدى السنوات الخمس الماضية ، تطور مركز ثان للحد الأدنى من الكثافة جنوب غرب إفريقيا ، والذي يعتقد الباحثون أنه يشير إلى أن الشذوذ يمكن أن ينقسم إلى خليتين منفصلتين.
ويؤكد علماء الفلك أن الضعف في المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن يتسبب في صعوبات فنية للأقمار الاصطناعية وسفن الفضاء التي تدور حول الأرض. ونقلت "سكاي نيوز" عن الدكتور يورغن ماتزكا، من مركز البحوث الألماني لعلوم الأرض: "ظهر هذا الضعف في المجال المغناطيسي جنوبي المحيط الأطلسي على مدى العقد الماضي، وفي السنوات الأخيرة أخذ يزداد بقوة". وأضاف: "نحن محظوظون جدًا لوجود أقمار اصطناعية في الفضاء للتحقيق في تطور هذه الظاهرة جنوبي المحيط الأطلسي. والتحدي الآن هو فهم العمليات التي تحدث في قلب الأرض وتقود مثل هذه التغييرات." ويرجح علماء الفلك أن يكون للتغير في القطبين الشمالي والجنوبي دور في ضعف المجال المغناطيسي للأرض. لكن ذلك التغير لا يحدث خلال وقت قصير، وربما سيستغرق قرنين من الزمان. وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن هذه الظاهرة حدثت في السابق، إذ شهد كوكب الأرض تغيرات مشابهة على مدار تاريخه، مشيرة إلى ضعف المجال المغناطيسي للأرض جنوبي المحيط الأطلسي في حدود المستويات الطبيعية.