لماذا يعد زواج البالغين أكثر نجاحا من زواج الصغار في السن؟

اختيار المحرر
قبل 4 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

بالنسبة للمرأة والرجل، الزواج هو من أهم المراحل الخاصة بحياة كلّ منهما، ومما لا شك فيه أن السعي لتحقيق زواج ناجح بات أمرا يحتاج الكثير من التفكير والتروي، وتمحيص الأمور بشكل عقلاني، في ظل ازدياد الخلافات والعلاقات المتشابكة وحالات الطلاق المقلقة.

وبعيدا عن العاطفة، وبغض النظر عن العمر الذي وصل إليه الطرفان، يعد الزواج الخطوة الأولى في طريق بناء الأسرة وتنشئة جيل جديد في المجتمع، ولكن مع ارتفاع حالات الطلاق والسماع عن بعض الآراء السلبية الناتجة عن تجارب الآخرين، أرجأ كثيرون فكرة الزواج إلى حين تحقيق شرط النضوج ليكون الاختيار أفضل وأنجح.

زواج ناجح بكل المعايير

من هنا، وفق المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، يجد البعض أن الزواج في عمر متأخر أكثر إيجابية ونجاحا، فيما لو كان في عمر مبكّر.

كما سينجح هذا الزواج؛ لأنه وكما يفسر العمارات، ناتج عن القدرة العقلية على التفكير والاتزان اللذين يتمتع بهما الطرفان، إلى جانب قدرتهما على إدارة حياتهما بصورة أكثر حكمة مما لو كانا أصغر سنا، فالحكمة التي يتمتع بها الكبار لا يمكن أن يتمتع بها الصغار، هذا من جهة.

وعلى صعيد الزوجة، فإنها ستكون الأقدر على تقدير المواقف التي تتعرض لها، وأقدر على صنع تقارب فكري وثقافي مع زوجها، بخلاف ما إذا كانت في سنّ صغيرة، غير قادرة على كبح جماح الأخطاء التي تقع فيها ولا إدارة الأمور كما يجب.

أما الزوج، فيعتقد أنه كلما تأخر في الزواج أصبح أكثر نضجا، وأقدر على إدارة الأمور بعقلانية وحكمة عالية، فيما أغلب قراراته هي محل الصواب لكونها ناتجة عن خبرة واسعة.

ناهيك عن أنه مع مرور السنوات يكون قادرا على بناء نفسه، وتوفير المنزل، وتجهيزاته بعيدا عن الاقتراض والديون؛ ما يجعل حياته أكثر استقرارا ورفاهية لا ضغوط اقتصادية فيها. أما على صعيد الخلافات، فتضيق مساحتها لكونه يبحث عن الهدوء النفسي والاستقرار أكثر من أي شيء آخر.

الزواج المتأخر ومشكلة الإنجاب

كثيرون يؤيدون أن مسألة الزواج في سن مبكرة، هي لضمان إنجاب أطفال أصحاء لزوجين يمكنهما تربيتهما جيدا، بدلا من أن يكبرا ويعجزا عن تلك المهمة لأجل فارق السن بينهما، لذلك يرون في هذا الزواج حرمانا للزوجين من إنجاب الأطفال، إلا أنه وكحقيقة علمية، العمر المتقدم ليس عائقا أمام تحقيق ذلك.

وهي أيضا عند بعض السيدات مسألة ثانوية وليست أولوية، لا سيما أن الأولوية التي يفكرنَ بها تتعلق بتحقيق الرفاهية الاجتماعية التي يرونها الأهم بالنسبة لكل من تتزوج في سن متأخرة، خصوصا بعد تعرضهنَ لمتاعب حياتية كثيرة يتطلعنَ بعدها للحصول على الراحة والسعادة، وفق العمارات.

وإن حدث وأنجبت، فإن رعايتها لطفلها ستكون حتما أكثر قوة فيما لو كانت في سن صغيرة، هذا من ناحية الإنجاب.

وما يعتقده العمارات، يحقق الزواج المتأخر حالة من الاستقرار الذي يبحث عنه الطرفان