مع دخولها عامها السابع تستمر الحرب اليمنية التي لم تأتي بأي ثمار أو نتيجة ولم تحقق أي هدف يذكر سوى المزيد من المعاناة للشعب اليمني في جميع المحافظات، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بالغة الصعوبة، وأدخلت اليمن في أتون صراعٍ ليس له أولاً ولا آخر، متسببة في إحداث أكبر أزمة إنسانية في العالم.
تفاقمت الأزمة اليمنية بفصولها الدامية التي تخلّف يوميا المئات من القتلى والجرحى ودماراً وجوعاً يطال مختلف المناطق اليمنية دون استثناء، ويدفع ثمنها المدنيون من جميع أنحاء البلاد، وتحولت الأزمة إلى مأساة دامية، بعد الفشل المتكرر لمساعي الحل السياسي، وعدم ظهور أية بوادر أو مؤشرات حقيقية للحل السياسي.
ومع هذه الحرب العبثية التي اكتوى نارها إلى الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج (طلاب الجامعات والوزارات) على حدٍ سواء، الذين يكابدون عناء المعيشة في بلدان الاغتراب ويعيشون في وضع سيئ للغاية بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية في وقتها المحدد وعدم كفايتها مقارنة بغلاء المعيشة، وتأخر صرف الرسوم الدراسية لعامين متتاليين (19/20 – 20/21).
وفي ظل هذه الأزمة وما يعانيه الطلاب الموفدين للدراسة في الخارج من أوضاع مأساوية كبيرة وما يصاحبها من تجاهلٍ غير مسبوق، وغياب للضمير والخوف من الله، وعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل الجهات المعنية في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارتي التعليم العالي والمالية، رافقه اتساعاً كبيراً في رقعة الاحتجاجات والوقفات السلمية للطلاب في دول الابتعاث، والمناشدات شبة اليوم والحملات الإلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
فقد انعكست هذه الحرب في أزمة إنسانية ونفسية بالغة على الطالب المبتعث في الخارج، الذي كانت تأتيه مستحقاته في موعدها المحدد، مقسمة إلى أربعة أرباع في السنة، الربع الأول بداية يناير/كانون الثاني، والربع الثاني بداية إبريل/نيسان، والربع الثالث في يوليو/تموز، والربع الرابع في أكتوبر/ تشرين الأول، وهم الآن في استحقاق الربع الثاني 2021م، إلا أنه إلى الآن لم يتم صرف مستحقاتهم للربع الثالث والرابع للعام الماضي 2020، والرسوم الدراسية لعامين متتاليين، الأمر الذي جعلهم يتكبدون معاناة مضاعفة، أثرت على حياتهم وأسرهم في الخارج.
ومع وطأة موجات جائحة كورنا الأولى والثانية وتداعياتها الصحية، واتخاذ الدول التدابير الصحية المختلفة للوقاية من هذا الوباء والحد من انتشاره، مما فاقم ذلك معانات الطلاب المبتعثين والتزاماتهم المعيشية والتعليمية، وازدادت معه همومهم ومعاناتهم التي أثقلت كاهلهم، وأصبح الطالب اليمني يقاسي كارثة الإهمال ومرارة الخذلان ونسيان الجهات الرسمية المسؤولة عنهم.
أزمة إنسانية ونفسية كارثية يعانيها الطلاب الموفدين في الخارج دون أية مؤشرات جدية في الأفق لحل هذه الأزمة لتجعل من الطلاب رسل علم يستغلون وقتهم في التفرغ والتحصيل العلمي بدلاً من ضياع الوقت وسنوات دراستهم وهم في المناشدات والوقفات الاحتجاجية التي تندد بالمسكنات التي تطلقها وزارة التعليم العالي من حين إلى آخر دون حلول جذرية للحد من هذه المعاناة.
ظلم وإجحافٍ مستمر بحق قرابة (8000) مبتعثاً في الخارج من قبل الجهات المعنية (رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء، وزارتي التعليم العالي والمالية) بعدم صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة للربعين الثالث والرابع من العام المنصرم 2020م، والربعين الأول والثاني للعام الحالي 2021م، والرسوم الدراسية للأعوام (19/20 – 20/21) في ظل التخبط والعشوائية المستمرة والضعف الإداري والفساد المستشري في عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وينفذ طلاب اليمن المبتعثين لدى العديد من الدول، منذ فبراير/ شباط الماضي، اعتصاماً مفتوحاً داخل السفارات اليمنية في دول الابتعاث للمطالبة بمستحقاتهم ووضع آلية مزمنة تنظم صرفها في وقتها المحدد، رغم قلتها مقارنة مع ما يصرف لطلاب بقية الدول، ومنها الصومال، التي تصرف لطلابها شهرياً أضعاف ما يصرف للطالب اليمني.
محملين التحالف العربي في مقدمتهم #المملكة_العربية_السعودية، والقيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية الأخ/عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء الدكتور/معين عبدالملك الصبري، ووزير التعليم العالي والفني، كامل المسؤولية أمام الله، والشعب والعالم أجمع، بأنهم هم السبب الرئيسي في معاناتهم، واضطرار البعض إلى ترك الدراسة، والبعض الآخر دخل في حالة إنسانية ونفسية في ظل الوضع المتدهور للطلاب في جميع دول الابتعاث.