"أنتِ الأقرب لنفسكِ والأقدر على شحنها بالطاقة الإيجابية.. قفي أمام المرآة وستكتشفينَ كم أنتِ جذابة ومتميزة".
هذه هي المعادلة البسيطة، للتعبير الصادق عن النفس، وهو الشغف الذي يعتقد اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات الدكتور عادل القراعين، أنه كلمة السر التي تجعل المرأة مركز تجديد الحياة في كل ما يحيط بها.
ففي أصوليات علم النفس بديهيات تقول إن المرء إذا أحبّ نفسه يصبح في حالة نفسية وعاطفية جيدة، وتلك الحالة تنعكس حتما على صحته الجسدية وتجعله قادرا على العطاء والاحترام المتبادل بينه وبين الآخرين، فتستمر الحياة به ومن حوله.
وهذا الرأي يتفق معه الدكتور القراعين، الذي يقول لـ "فوشيا" إن الحب ليس مجرد إحساس وحسب، بل هو حالة ذهنية لا حدود لها، إلا إذا قرر الشخص وضع ضوابط وأسوار لها.
وعند الحديث عن أولويات الحب، فإن الكثيرين ينسون أنه أوسع من روابط المحبة للأهل والزوج والأولاد والعمل وأشياء كثيرة، متغافلين عما يسمى "حب النفس".
لا تتجاهلي ذاتكِ
هذا الحب، إن تجاهلته المرأة، فإنه وبحسب القراعين، سيقف عائقا أمام تحقيق أهدافها وطموحاتها. ولهذا كثيرا ما نشاهد قصص فشل في حياتها لوقوعها في خطأ الاعتقاد أن حب النفس هو ضرب من الغرور، فتنسى نفسها وتركز اهتمامها على غيرها.
أكثر من ذلك، كما يقول القراعين، فإن تجاهل النفس يزيد من تراكمات الطاقة السلبية داخل الجسد، ليشكل جدارا يمنع تدفق الطاقات الإيجابية إليها، ومن ثم صعوبات أكبر بالمضي بالحياة التي ترغب بها المرأة.
لتكوني جذابة
أول مقتضيات الجاذبية لدى المرأة هو بحثها عن الحب بأعماق ذاتها، لكي تصل إلى إحساس صادق وإيمان عظيم بهذا الشعور الفريد، فهو برأي الخبير القراعين يزيدها تميزا وجاذبية، فتتسع وتتجلى وتعلو اهتماماتها بالحياة والجمال والتقدم والإبداع؛ لأن شخصية المرأة تتغير بمرور الوقت ووفقا للظروف المحيطة؛ ما قد يؤثر سلبا على شخصيتها ورغباتها بالحياة، كما يقول.
يترافق مع السباحة العاطفية في الأعماق، ممارسات صحية وتمارين عملية لتحسين الوعي العاطفي تسهم بشكل واضح في تحسين ذات الأنثى وتنمية مهاراتها العاطفية الداخلية، ومن ثم رفع مستويات حب النفس ومن ثم حب الآخرين.
وفي قناعة القراعين أن المرأة بطبيعتها تمتلك مزايا عديدة كالشغف والعاطفة أكثر بكثير من الرجال، وعاطفتها تعدّ نقطة قوة وليست نقطة ضعف كما يتم تداولها بموروثاتنا المجتمعية.
انعكاس حب ذاتها على تفاصيل حياتها
ميزات المرأة تبدأ بالتجلي عندما تصل إلى الشعور الصادق والجميل بحبها لنفسها، حيث تبدأ الأشياء الجميلة تظهر بمحيطها بدءا من المال والعلاقات العاطفية والتواصل الاجتماعي المميز، ناهيك عن تحقيقها الشهرة والنجاح، فكلما زاد حبها لذاتها بصورة أعمق تلقت حبا أعمق من محيطها وكل معارفها، ومن مختلف مظاهر الحياة؛ لأنها باختصار، هي "الأقرب إلى نفسها".
تمرين المرآة
ويخلص الخبير القراعين كمدرب للحياة والأعمال، إلى معادلة بسيطة تبدأ من أن تبحث كل امرأة وفتاة عن حبها لنفسها من داخلها، والبدء بتحرير نفسها من الداخل عن طريق تحرير كيانها من الأفكار والمعتقدات والموروثات الخاطئة، والتركيز على بناء ذاتها وتطويرها وليس العكس.
الوصفة المختصرة لتعزيز حب المرأة لنفسها، هي "تمرين المرآة". هذا التمرين يطبق من خلال وقوفها أمام مرآة (يفضل أن تكون طولية)، ومن ثم النظر إلى نفسها ووجهها وجسدها كاملا بكل حب وشغف وثقة، وتقول بصوت مسموع عبارات وتوكيدات مصاحبة لمشاعر إيجابية صادقة، كلها حب وعواطف وقوة، منها على سبيل المثال: "أنا جميلة جدا"، "أنا بكامل أناقتي"، "أنا جذابة"، "أنا متميزة"، "أنا عندي ثقة كبيرة بنفسي"، "أنا بأفضل صحة جسدية ونفسية"، وأي عبارات تراها مناسبة لتعزيز شخصيتها.
هذا التمرين برغم بساطته، له كما يقول القراعين، تأثيرات عظيمة على تحسين نفسيتها وإقدامها على الحياة. وكلما كان تطبيقه أكبر كانت نتائجه أعمق، مع توصية الخبير بلجوء المرأة إليه، عندما تكون على موعد ذي أهمية سواءً مقابلة عمل أو إلقاء أمام حضور، وصولاً إلى أي لقاء عاطفي أو مناسبة اجتماعية.
حب المرأة لذاتها، كما يعتقد الاختصاصي القراعين، يزيدها إيجابية تُلقي بظلالها على حياتها سعادة وشغفا ومرونة واستقلالية وتحقيق ذات أعمق، وبدون ذلك تتكدس لديها الطاقات السلبية، التي تعظّم ضغوطاتها النفسية وتُعمق شعورها بالضعف والارتهان للغير.