تشتهر القطط بكونها من الكائنات التي يوجد لديها فضول وشغف بالمراقبة والمتابعة، وهو ما يمكن لكثيرين ملاحظته خلال مطاردتها مثلا أحد الفئران، حيث تظل في حالة ترقب بانتظار اكتشاف أو تحديد الطريقة التي يمكن أن تهاجم بها فريستها.
ومعروف أن القطط لديها سلوكيات أخرى تتسم بقدر من الغموض بالنسبة للبشر. ومن المعروف أيضا أن بعض القطط تتصرف بشكل يكاد يكون جنوني بعد استخدام صناديق القمامة الخاصة بها، حيث تشعر ببهجة عقب انتهائها من عملية إخراج البراز.
وربما لم تُجرَ كثير من الأبحاث حول حقيقة تلك السمات التي تتميز بها القطط، لاسيما مسألة الفضول، وربما يبادر بعض الباحثين خلال الفترة المقبلة بإجراء ما يلزم من بحوث لاستكشاف المزيد من الأسرار الخاصة بعالم القطط، سلوكياتها وتصرفاتها.
وهناك كذلك سلوك آخر يصدر عن القطط وعادة ما يكون سببا في إرباك البشر، ففي بعض الأحيان، نفاجأ بأن قطا ما يحدق فينا بشكل عجيب وغير مبرر، ما يجعلنا نتساءل عن سر قيامه بهذا التصرف، وما يزيد من اندهاشنا هو استمراره في ذلك.
ويشير الباحثون إلى أن الإنسان ومع اختلاف نوعية الأنشطة التي يقوم بها، فإنه يجد دون سابق إنذار أن هناك قطة في المكان مركزة النظر إليه بصورة غير مبررة وغير واضحة الأسباب، وهو ما يولد في نفوسنا حالة من الخوف والذعر في واقع الأمر.
وهناك عدة نظريات مختلفة تفسر تلك الظاهرة، فتقول الطبيبة البيطرية، ماري غولدشتاين، إنها على الأرجح ظاهرة غير ضارة، بل يمكن تفسيرها على أنها صورة من صور الاعتناء والاهتمام، فهذا الإحداق في النظر تعبير دال على قوة العلاقة.
وهناك نظرية أخرى تتحدث عن دافع دنيوي لدى القطط وراء تحديقها على هذا النحو في البشر، حيث تكون نظراتها للبشر بهذا الشكل لرغبتها في أن يمدوها بطعام.
كما أن هناك من يقولون إن هذا التحديق قد يكون حركة تحفظية من عصور ما قبل التدجين، حين كان يتعين على القطط أن تنتبه باستمرار لبيئتها لكي تصطاد ولا يتم اصطيادها.