وسط أجواء مشحونة، وفي ظل احتدام الجدل حول شكل وهوية المشاركين في دوري الدرجة الأولى، يواصل الاتحاد اليمني لكرة القدم تحضيراته لإطلاق نسخة جديدة من المسابقة الرياضية الأهم في البلاد، بعد غياب دام سبع سنوات.
وعلى الرغم من عزم الاتحاد إطلاق الدوري بعد نحو أسبوع من الآن ، إلا أن كشف المشاركين لم يكتمل بعد ، وتحديدا "بعض" المشاركين المصنفين في هذه الدرجة الذين ما زال حضورهم معلقا ، أو غير مؤكد، وربما غير وارد بحسب البيانات والتصريحات الصادرة عن تلك الأندية وقياداتها.
بداية الجدل!
لم يكن جدل الأندية وقيادة الاتحاد وليد الساعات الأخيرة، حيث تعود بداياته إلى اللحظة الأولى التي أبدى فيها الاتحاد رغبته في إطلاق الدوري بشكله الطبيعي والمتعارف عليه (الذهاب والإياب)، لتعترض حينها عدد من الأندية على إقامة المسابقة بهذا النظام، مؤكدة رفضها المشاركة ما لم يغير الاتحاد نظام المسابقة .
واقترحت الأندية إقامة الدوري بنظام المجموعات، بسبب مخاطر السفر، والتنقل بين المحافظات، والمحاذير الأمنية القائمة منذ اندلاع الحرب في البلاد في العام 2015.
وبعد عدة محاولات للتقريب بين الطرفين، عاد الاتحاد عن فكرة إقامة الدوري بنظام الذهاب والإياب ليعلن إقامته بنظام المجموعتين، غير أن ذلك لم يأت بجديد!
تطور الجدل وأسباب ظهور الرفض!!
بعد أن اعتقد المتابعون أن أزمة الدوري قد انفرجت بموافقة الاتحاد على تغيير نظام المسابقة نزولا عند رغبة الأندية الرافضة للذهاب والإياب ، فوجئ الجميع بجدل أشد وظهور "حركة رفض" واضحة وصريحة في منطلقاتها وأهدافها ، من طرف ما يمكن تسميته " تكتل أندية عدن" الذي أعلنت أطرافه رفضها المشاركة في الدوري، بعد ما رأت أنه "استهداف" من قبل الاتحاد.
جاء ذلك، بعد أن عاقب اتحاد اللعبة، أو اتحاد "العيسي" وفق بياناتها، أندية الجلاء والمنصورة والميناء بمنعها من المشاركة في مسابقاته، بحجة التغييرات الإدارية 'غير الشرعية" والتي كان مصدرها مكتب الشباب والرياضة في المحافظة، المعين من طرف محافظ المحافظة أحمد لملس ، المحسوب سياسيا على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر على عدن ، وعدد من المحافظات الجنوبية.
كما منع اتحاد الكرة النائب السابق لرئيس نادي وحدة عدن مؤمن السقاف، الذي يشغل الآن موقع رئيس دائرة الشباب والطلاب في المجلس الانتقالي الجنوبي، منعه من دخول الملاعب بقرار مبهم وغير مسبب.
وساهمت هذه القرارات في تقوية حجة الأندية العدنية، التي انخرطت ضمن بطولة داخلية في إطار المحافظة، تحت مسمى "دوري عدن الممتاز" بدلا عن الذهاب إلى محافظتي شبوة وسيئون في حضرموت، حيث تقام منافسات الدوري العام اليمني بدءا من الأسبوع القادم .
وتحظى بطولة "دوري عدن " التي دارت رحاها "الجمعة" بدعم واضح من قيادات محلية ورياضية محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
للقصة بقية !!
ربما يعتقد البعض أن إعلان الأندية العدنية المصنفة ضمن الدرجة الأولى (التلال، الشعلة، وحدة عدن ) عدم المشاركة في الدوري العام تحت إشراف الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، يمثل نهاية القصة، بذهاب كل طرف إلى الوجهة التي اختارها، غير أن للقصة بقية بحسب ما يرى متابعون يتوجسون بشكل أكبر من خفايا المستجدات في الأيام المقبلة .
ويتساءل أولئك المتابعون، والمتوجسون منهم تحديدا، عن مدى قدرة اتحاد القدم الذي تتواجد قياداته خارج البلاد، ضمان سير ونجاح المسابقة التي تنطلق يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وما إذا كان الرهان على "حيادية" مدينة عتق ومعها سيئون بوادي حضرموت، وعدم دخولهما في تكتل الرفض المعلن لسلطته، سببا كافيا لضمان سير البطولة دون منغصات، خصوصا وأن المباريات ستشهد دخول الجماهير ، التي لا يخلو حضورها عادة من مناوشات أو انقسامات، ناهيك عن هشاشة الوضع الأمني، وحساسيات ربما تتعدى حدود الانتماء الرياضي!.
وقبل ذلك ، بل والأهم منه ، هو كيفية تعامل الاتحاد مع انسحاب الأندية العدنية الثلاثة - في حال تأكد انسحابها فعليا مع بدء المنافسات- وما إذا كان الاتحاد قادر فعليا على معاقبتها بالتهبيط إلى الدرجة الأدنى ، وربما الذهاب الى ما هو أبعد من ذلك ، وتطبيق اللوائح المستندة إلى القوانين القارية والدولية التي تصل حد الشطب من السجلات، وماهي ردود الفعل في حال فرض تلك العقوبات ، أو ما هو الموقف في حال عدم فرضها ؟.
تساؤلات وافتراضات كثيرة تجعل من الأيام القادمة " أيام ساخنة" بكل ما تحمله الكلمة من معان ، وقد تكون أيام " مصيرية " لاتحاد الكرة والأندية المعنية برفض سلطته وقراراته، وللكرة اليمنية بشكل عام.
استعدادات على قدم وساق
على صعيد مواز، تتواصل استعدادات الاتحاد والأندية المشاركة في الدوري للدخول في السباق الجدي بعيدا عن فرضيات الحضور والغياب، حيث بدأت رحلة السفر إلى إستاد سيئون الأولمبي وملعب الفقيد ناصر الخليفي تأهبا لصافرة البداية، كما انتظم قضاة الملاعب في معسكر إعدادي قصير تتخلله اختبارات الكفاءة البدنية والذهنية، بالتزامن مع تأكيدات القائمين على الرياضة والسلطة المحلية في سيئون وعتق على الجاهزية التامة لإنجاح الدوري.
وأسفرت قرعة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى عن توزيع الأندية إلى مجموعتين، تضم الأولى كل من : شعب حضرموت، وحدة صنعاء، العروبة، فحمان، التلال، اتحاد إب، شباب الجيل.
فيما تتنافس في الثانية أندية : الصقر، اليرموك، أهلي صنعاء، اليرموك، الشعلة، وحدة عدن، الهلال.