الشارع يتصدى لمساعي الحوثي تكريس الطائفية

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

ردّ اليمنيون بقوة على محاولة ميليشيا الحوثي، تكريس الطائفية والتطرّف في البلاد، معلنين رفضهم للانقلاب والمشروع المتخلّف الذي تسوّق له الميليشيا عبر فرض الاحتفال بالمناسبات الطائفية ومنع إحياء المناسبات الوطنية. وتحدى الآلاف في مناطق سيطرة الميليشيا قرار منعهم من الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتجمعوا في عواصم المحافظات ومراكز المدن، فيما اختار آخرون أسطح المنازل لتحدي قرار المنع، إذ أطلقوا الألعاب النارية ورددوا الأناشيد الوطنية.

 

ورأى كتاب ومحللون، أن الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر شكّل استفتاء على رفض الانقلاب، مشيرين إلى أن الاحتفال الشعبي غير المسبوق مثّل استفتاء شعبياً مفتوحاً على رفض المشروع الطائفي الذي يحاول الحوثي فرضه بعد الانقلاب. وأوضح المحللون، أن ثورة 26 سبتمبر أسقطت احتكار الحكم وجعلته بيد الشعب، ورسّخت مفاهيم وقيم المساواة بين كل أبناء الشعب في الحقوق والواجبات.

 

وأعلنت الحرب على الفقر والجهل والمرض، إلّا أن انقلاب الميليشيا جاء ليعيد نظام حكم طائفي، وتسبب في تفشي الفقر وجعل أكثر من 80 في المئة من سكان البلاد يعيشون على المساعدات الإغاثية، فيما يقف سبعة ملايين على حافة المجاعة. وأبان المحللون أن ميليشيا الحوثي تعمل على إعادة الجهل بعد الثورة التعليمية التي شهدها اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر، ما تسبب في جعل أكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج المدارس، فيما يتسرب أكثر من أربعة ملايين آخرين من مختلف مراحل التعليم.

 

تداعيات انقلاب

 

ويرى الشارع اليمني، أن آثار الانقلاب الحوثي لم تقتصر على ذلك، بل تسببت كذلك وعبر الحرب التي أشعلتها في توقّف نصف المنشآت الصحية، لتظهر أمراض كان اليمن قد تخلّص منها منذ عقود الكوليرا وشلل الأطفال، فضلاً عن عمل الانقلاب على السيطرة على كل مقدرات البلاد وتقسيم المجتمع لفئات يقلل من شأن بعضها ويرفع من شأن أخرى.

 

وإذا كان أحد أبرز أهداف ثورة سبتمبر قيام جيش وطني يدافع عن اليمن وسيادته، فإن الميليشيا عملت ومنذ الانقلاب على تمزيق بنية الجيش الوطني وتشكيل ميليشيا طائفية مناهضة لقيم المساواة، فضلاً عن عملها على تمزيق بنية الوطن ومحاربة تعليم المرأة، وإعادة تكريس نموذج الحكم الطائفي المتطرف ليكون بديلاً للدستور والقوانين التي تضمن المساواة والحرية لكل أبناء الشعب.