شدد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ على ضرورة السير نحو تسوية سياسية شاملة لإنهاء النزاع في اليمن، وذلك في ختام جولة له شملت الرياض والعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وفق ما جاء في بيان أمس (الأربعاء) على موقعه الرسمي.
وأفاد البيان بأن المبعوث اختتم زيارته الأولى إلى اليمن، بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة في عدن التقى خلالها رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك ومحافظ عدن أحمد لملس، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، بالإضافة إلى محافظ تعز نبيل شمسان وعدد من الفاعلين السياسيين بمن فيهم مكونات الحراك الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع. كما تشاور مع ممثلين عن هيئات المجتمع المدني وناشطات في مجال حقوق المرأة.
وبحسب البيان، رحّب غروندبرغ في لقائه مع رئيس الوزراء اليمني بعودة عبد الملك إلى عدن، وشدد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض لدعم الاستقرار وعمل مؤسسات الدولة. وناقش الوضع الاقتصادي المتدهور والتحديات التي تواجه تقديم الخدمات الأساسية.
وقال غروندبرغ: «تزداد صعوبة إبطال الآثار الإنسانية والاقتصادية للحرب مع كل يوم يمر. لقد حولت الحرب الحياة اليومية في اليمن إلى كفاح. هناك حاجة ملحة لتغيير المسار والعمل نحو تسوية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع بشكل كامل وتسمح لليمن بالتعافي والنمو».
كما شدد المبعوث الأممي في اجتماعاته على التزامه بالشمولية كضرورة لاستدامة السلام. وأضاف قائلاً: «يتمتع اليمن بتاريخ غني من التنوع السياسي والاجتماعي. إن الحل المستدام هو الذي يعكس مصالح شرائح متنوعة وواسعة من المجتمع اليمني».
وكان رئيس الحكومة اليمنية أكد للمبعوث الأممي أن «ميليشيات الحوثي غير جادة في السلام، ومستمرة في التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والنازحين وارتكاب المجازر وآخرها ما حدث من مجزرة بشعة في مأرب باستهداف حي سكني بثلاثة صواريخ باليستية، نجم عنها مقتل وإصابة عشرات المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال».
ونقلت المصادر الرسمية عن عبد الملك قوله إن «طريق السلام في اليمن واضح من خلال تطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها، التي من شأنها ضمان حل عادل وشامل لا يؤسس أو يمهد لصراعات جديدة، وذلك ليس محل خلاف باعتباره يعكس الإرادة الشعبية اليمنية ويحترم هيبة القرارات الدولية الملزمة».
وأضاف أنه «لن يتحقق السلام في اليمن طالما إيران مصرّة على سلوكها العدواني والابتزازي ضد العالم عبر أدواتها التخريبية ممثلة في ميليشيات الحوثي، التي تستخدمها لخدمة مشروعها الخطير الذي يستهدف أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية والملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب».
وأوضح رئيس الوزراء اليمني أنه يتطلع من المبعوث الأممي «إلى إيجاد مقاربة مختلفة للتعاطي مع الشروط الموضوعية الواجب توافرها لتحقيق السلام وفق خطة شاملة تعالج جوهر الصراع، وتحديد الطرف المعرقل بوضوح ودون مواربة».
وكان المبعوث الأممي أجرى لقاءات في الرياض شملت نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، إلى جانب مسؤولين سعوديين من بينهم السفير لدى اليمن محمد آل جابر.
ورغم المساعي التي يقودها المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ يجزم اليمنيون على نطاق واسع بأن الميليشيات الحوثية لن تسعى إلى إحلال السلام، لجهة تعنتها المعهود، وبسبب عقيدة الجماعة القائمة على استمرار الحرب والرغبة في السيطرة على اليمن بقوة السلاح لخدمة الأجندة الإيرانية.
وكانت الميليشيات الحوثية تمكنت، أخيراً، من التوغل في أربع مديريات جديدة؛ هي بيحان وعين وعسيلان في محافظة شبوة، قبل أن تتقدم إلى مديرية حريب في محافظة مأرب المجاورة، وتواصل الضغط العسكري باتجاه مديريات الجوبة وجبل مراد والعبدية.