"بين هذه الحفر والمطبات أقضي يومي في هذه السيارة متنقلاً بين مديريات عدن وأحيائها". هكذا افتتح نشوان صالح حديثه الى "النهار العربي".
نشوان ذو العقد الخامس من عمره يعمل سائق سيارة أجرة لإعالة عائلته ذات الأطفال الثلاثة.
يقول: "صارت شوارع عدن متعبة للغاية. حفريات عميقة أحياناً تصادفك في خط سريع ومزدحم قد تودي بحياتك وسيارتك والركاب معك، المشكلة أن هذه الحفر تظهرها مياه الأمطار كلما نزلت على عدن".
ويتابع: "نفرح حين يتم ردم هذه الحفريات ونرتاح منها قليلاً، لكن ما إن تسقط أمطار الخير والبركة حتى تعود هذه الكوارث للواجهة بسبب فشل السلطات المحلية في إيجاد آلية صحيحة للترميم". ويتساءل: "لماذا لا توجد حلول لمشكلة تجمع المياه في الشوارع؟ تخيل شارعاً رئيسياً مثل شارع التسعين في المنصورة، أو خط الجسر، تتجمع فيه مياه الأمطار لأيام فتعرقل حركة السير وتتسبب بحوادث خطيرة".
وشهدت العاصمة اليمنية الموقتة عدن سقوط أمطار في 8 تشرين الأول (أكتوبر)، نتيجة تأثير إعصار "شاهين" الذي ضرب سلطنة عمان وأدى الى خسائر وأضرار كبيرة. ورغم أن الأمطار التي سقطت على عدن خفيفة، إلا أنها كشفت عن تسيب فني وتقصير هندسي كبير في هذه الطرق التي من أبرزها الخط البحري الذي يربط مديريات عدن الثماني بعضها ببعض (خط الجسر)، والذي يشهد أخطر الحوادث المرورية، وشارع التسعين في مديرية المنصورة وخط شاهيناز الذي يؤدي الى مديرية صيرة.
وكيل محافظة عدن لقطاع المشاريع المهندس غسان الزامكي، أكد لـ"النهار العربي" أن كل المشاريع التي تنفذ في عدن حالياً بإشراف مكتب الأشغال العامة والطرق لديها خطة للمناسيب والميول، لتجنب احتقان مياه الأمطار في الشوارع.
وقال إن لجنة الطوارئ التي وجه المحافظ أحمد حامد لملس بتشكليها لمواجهه الكوارث، اتخذت عدداً من التدابير لحماية عدن، منها إقامة سواتر في الجبال للتخفيف من اندفاع المياه على المديريات التي تقع أسفلها كصيرة والمعلا والتواهي، ومعالجة الاحتقانات التي تحدث في الشوارع، وتتمثل بتصريف مياه الأمطار في شبكة تصريف الى البحر أو شفطها عبر مضخات الى مناهل الصرف الصحي.
وعن شارع التسعين في المنصورة قال الزامكي إنه من "ضمن مشاريع البرنامج السعودي لإعادة الإعمار في اليمن، وتأخر بسبب وجود مشكلات فنية في التنفيذ والدراسات، ويعمل المكتب مع البرنامج لحلها". ودعا المواطنين الى الوقوف الى جانب السلطة المحلية والعمل على تخفيف الأضرار عن العاصمة، من خلال تجنب البناء في مجاري السيول.
وكان مشروع صندوق صيانة الطرق والأشغال في عدن قد أنهى العمل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، وتم تأهيل جزء من الخط البحري بتكلفة بلغت 249 مليون ريال يمني، كمرحلة أولى لم تشمل تصريف المياه، ما قوبل باستهجان شعبي حينها.
وأطلق البرنامج السعودي لإعادة الإعمار في اليمن في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي إعادة تأهيل وإنارة لعدد من الطرق الحيوية في عدن، لإيجاد حل لمشكلة الانهيارات الجزئية في الطرق، وتردي طبقات الرصيف الموجودة.
وذكر البرنامج، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، أنه بدأت إعادة تأهيل الطريق ما بين كالتكس والحسوة بطول 4.5 كلم، وإنارته بـ300 عمود تعمل بالطاقة الشمسية، وشارع التسعين بطول 3.6 كلم وإنارته بـ200 عمود إنارة، وطريق شاهيناز بطول 1.8كلم. وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع نحو مليون دولار، إلا أن هذه المشاريع لم ترَ النور بعد.
ويبلغ إجمالي طول شبكة الطرق البرية في اليمن نحو 50 ألف كيلومتر بحسب إحصائيات رسمية، منها 16 ألف كيلومتر طرقاً معبدة و36 ألف كيلومتر طرقاً ترابية وعرة.