خلال يومين دمرت مقاتلات التحالف خمسة زوارق كانت ميليشيا الحوثي تعدها لتهديد حركة الملاحة الدولية في جنوبي البحر الأحمر، في وقائع تكشف عن الخطر الذي يهدد الحركة في هذا الممر الحيوي الهام للعالم وكيف فاقم وجود الميليشيا في ميناء الحديدة من المخاطر التي تتهدد حركة التجارة الدولية.
في العملية الأولى تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير أربعة زوارق كانت ميليشيا الحوثي قد استكملت تفخيخها في معسكر الدفاع الساحلي بالجبانة شمالي مدينة الحديدة القريب من الميناء الرئيسي في البلاد، بعد مراقبة واستطلاع استخباري دقيق لتحييد وتدمير مصادر التهديد البحري بمضيق باب المندب وجنوبي البحر الأحمر.
وفي العملية الثانية تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير زورق آخر كان قد تم تجهيزه بالمتفجرات وأجهزة التحكم عن بعد في جزيرة كمران المقابلة لميناء الصليف في محافظة الحديدة أيضاً، وبقدر ما تساهم هذه الجهود العسكرية للتحالف في حماية خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية، فإنها تعكس مدى خطورة استمرار الميليشيا في استخدام الموانئ المدنية في أنشطة عسكرية تهدد حركة التجارة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حيث بلغ إجمالي ما تم اكتشافه وتدميره من الزوارق المفخخة 91 زورقاً مفخخاً ومسيّراً عن بعد، شكلت تهديداً مباشراً على الأمن البحري بمضيق باب المندب وجنوبي البحر الأحمر.
حالة نادرة
وفي محاولة مكشوفة للميليشيا للمتاجرة بالقضايا الإنسانية فقد أذنت وفي حالة نادرة لبعثة المراقبين الدوليين بالدخول إلى ميناء الحديدة لمعاينة مكان واحد للعملية التي نفذتها مقاتلات التحالف، لكن رد البعثة كان مخيباً للميليشيا من جهتين الأولى أنها طلبت منهم السماح لها بالوصول إلى بقية المواقع التي استهدفت، وثانيها أنها أكدت في بيان صدر عنها أن القصف لم يلحق أي ضرر بالميناء المدني ولم يكن هناك أي ضحايا مدنيين.
ولأن بعثة المراقبين أصبحت أسيرة مقاتلي ميليشيا الحوثي التي وضعتها داخل سفينة ومنعت أي تحرك لأفرادها إلا بناء على طلب أو موافقة مسبقة من ممثلي الميليشيا في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المعطلة منذ عامين بسبب مقتل أحد ممثلي الجانب الحكومي داخل مدينة الحديدة، فإن ما يصدر عنها لا يعكس واقع استخدام ميليشيا الحوثي للمنشآت المدنية في أنشطتها العسكرية التي تهدد الملاحة الدولية، وخاصة أن المدينة وجنوبيها يشهدان معارك شبه يومية بسبب الخروق المتواصلة لميليشيا الحوثي لاتفاق وقف إطلاق النار.
هذه الحادثة تزامنت ومقتل عدد من عناصر الميليشيا في محاولة لإطلاق صاروخ بالستي من وسط الأحياء في مدينة ذمار حيث حولت مدرسة للشرطة إلى مخزن للصواريخ البالستية، إذ انفجر الصاروخ بعد لحظات من إطلاقه ولقي المشاركون في العملية والجنود الذين كانوا في المدرسة مصرعهم، وحاولت الميليشيا التكتم على الأمر، إلا أن السكان الذين أرعبهم ما حدث نقلوا أخبار الحادثة إلى وسائل الإعلام.
وفي الاتجاه الآخر تواصل ميليشيا الحوثي منع الفرق الفنية التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى خزان النفط العائم صافر في سواحل الحديدة لتقييم حالته واقتراح أفضل الطرق لإفراغ حمولته التي تزيد على مليون برميل من النفط الخام بعد أن توقفت أجهزة التبريد داخله وبدا تآكل جسمه الخارجي ما يهدد بكارثة بيئية وإغلاق موانئ الحديدة الثلاثة، حيث تصر الميليشيا على اشتراطات بأن يبقى الخزان في مكانه لاستخدامه في أغراض عسكرية وابتزاز اليمنيين والمجتمع الدولي.