فقدت العاصمة اليمنية الموقتة عدن 4 صحافيين خلال التفجيرات الإرهابية التي استهدفتها في شهر واحد هو من الأكثر دموية للصحافيين في اليمن.
ففي العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) شهدت عدن تفجيراً إرهابياً استهدف موكب محافظ عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة والأسماك اللواء سالم السقطري راح ضحيته الصحافي أحمد بوصالح السكرتير الصحافي للمحافظ لملس والمصور طارق مصطفى، وأصيب زميلهما أحمد حديج بجروح توفي لاحقاً متأثراً لها في في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر).
"مرحلة عصيبة جداً بل ومقلقه هذه التي تعيشها الصحافة اليوم، خصوصاً أن الاستهداف الآن لم يعد للمقاتلين بل وصل الى استهداف الصحافيين المسالمين والمدنيين". بهذه العبارة علق الصحافي باسم الشعيبي على ما حصل.
وأضاف لـ"النهار العربي": "استهداف الصحافيين والإعلاميين من قبل الجماعات المعادية لعدن يدل الى الحال الانهزامية التي وصلت إليها، فذهابها إلى الاهداف السهلة يؤكد أننا أمام جماعات عاجزة واجرامية متجردة من الضمير والاخلاق".
وحض السلطات الأمنية في عدن على توفير الحماية الكاملة للصحافيين والكشف عن العصابات التي تقف خلف استهدافهم.
والثلثاء الماضي، استهداف الصحافي محمود العتمي المصور المتعاون مع قناتي "العربية" و"الحدث" وزوجته رشاء عبدالله مراسلة قناة "الشرق" التي لقيت حتفها في الحادث مع جنينها، بينما كانت الزوجان في طريقها الى أحد مشافي عدن. ويرقد العتمي في أحد مشافي عدن بسبب اصابته البليغة.
استهداف العتمي وزوجته بعبوة ناسفة زرعت في سيارتهما وذلك بعد أيام من تلقيه رسائل تهديد من ميليشيا الحوثي الإرهابية.
ودانت نقابة الصحافيين اليمنيين الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدف الزميلين محمود ورشاء، وطالبت السلطات الأمنية في عدن، بالتحقيق في الواقعة وكشف ملابساتها، وإلقاء القبض على الجناة لينالوا جزاءهم الرادع.
واعتبرت نقابة الصحافيين الجريمة المروعة "سابقة غير معهودة ومستهجنة"، مبدية خشيتها من أن تكون مؤشراً خطيراً لمرحلة جديدة وعنيفة تستهدف الصحافيين في اليمن بهذه الوسائل الرخيصة والجبانة، في ظل إفلات قتلة الصحافيين من العقاب والمساءلة.
وجددت النقابة مطالبتها بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحافي، معلنة أن "البيئة الراهنة شديدة الخطورة، بعد أن تعرضت للتجريف والقمع والإغلاق وإلغاء التعددية الإعلامية والتعامل مع الصحافي كعدو من أطراف الحرب".
ودعت النقابة المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمها الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب إلى التضامن مع الزميلين والصحافيين اليمنيين ومواصلة الجهود لتوفير بيئة آمنة للصحافة والصحافيين في اليمن.
ووثقت شبكة رصد محلية مقتل 50 إعلامياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ العام 2015 في مناطق مختلفة من اليمن. ويحتل اليمن المرتبة 169 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الإعلام الذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" في وقت سابق هذا العام.