طفلة يمنية تبحث عن حقيبة مدرسة "تفاصيل" 

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

"ياخاله اشتري لي شنطة للمدرسه" هكذا بدأت خديجه سؤالها باستحياء وهي تتسول بأحد شوارع كريتر العتيقه.

 

 

 

كان يبدو على وجهها علامات الخجل والارتباك وتتحدث بنبرة منخفظه جدا فهي غير معتادة على مد يدها للعابرين .

 

خديجه فتاة لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها تدور الطرقات بحثا عن لقمة عيشها هي وأسرتها املة أنها ستتمكن من توفير قوت يومها اليومي بالاضافه لشراء شنطة مدريسه وبعض الدفاتر لتتمكن من الذهاب للمدرسة .

 

سألتها ألا تخافين وانت تجولين الشوارع وحيدة وبهذا التوقيت وكان الوقت على غير العادة لخروج البنات .

 

 

 

 

ردت"امي هناك بنهاية الشارع تراقبني بالخفى ، تمشي بعدي بكل مكان اروحه من غير محد مايعرف ".

 

 

خديجه الفتاة التي في مقتبل عمرها التي لم ترى شئ بعد من هذه الحياة ،أجبرتها الظروف لتخرج إلى الشارع لتجد لقمة العيش لها ولاخوتها الصغار بعد وفاة والدها ،خديجه ليست الوحيده من تعاني فهناك الكثير من الفتيات اللاتي أجبرن على تحمل مسؤولية أكبر من اعمارهن واجبر البعض على ترك مدارسهن .

بالرغم من خجل خديجه ودورانها في شوارع كريتر وسؤالها الناس بصوت يكسوه الحزن والانكسار والخجل ،الا أنها لديها الاصرار لتكمل دراستها والعودة مجددا إلى مقاعد الدراسه فهي لازالت لديها أحلامها الطفولية بان تصير شيئ عظيما في المستقبل ،وهاهي خديجه تكافح الظروف بكل إصرار وقوه عزيمه.

 

 

معلمة في أحد مدارس كريتر :"هناك الكثير والكثير من خديجه هناك العديد من الفتيات لم يأتن الى المدرسه هذا العام هناك بعض ألاولياء من فضل أن تبقى أبنته في المنزل ليذهبوا إخوانهم الذكور الى المدرسه لعدم قدرتهم على توفير ابسط ملتزمات المدرسه ولهذا يعطون الذكور الأولوية في الدراسه، وهناك من يحضرن ولكن ليس لديهن ابسط النلتزمات وقد شهدنا الكثير من حالات الاغماء بسبب عدم تناول وجبة الإفطار في الصباح قبل المجيئ الى المدرسه ".

وتضيف المعلمه وهي تتنهد:"يعتبر هذا العام من اسوء الأعوام الدراسيه التي شهدتها طيلة حياتي ولكننا متمنيين من الله أن يرأف بهذا الشعب المسكين وان تتحسن الأوضاع ".

 

 

 

منذ بدء الحرب في عدن عام ٢٠١٥ و إندلاع المواجهات في مختلف جبهات القتال وعلى جميع الأصعدة وحتى يومنا هذا ، تدهورت الحياة الإنسانية و تراجعت حقوق الكثير من الأفراد و فئات المجتمع ، نالت فيها المرأة العدنبة نصيبها من قسوة الحرب و آثاره التي وصلت إلى الفتيات الصغيرات ، و أضافت إليها معاناة فوق معاناتها السابقة ، لتزيد همومها و أوجاعها .