لقيت المرأة الحامل في شهرها التاسع "فنية" حتفها بسبب خطأ طبي قاتل في إحدى مشافي مدينة الضالع .
فنية ذات العقد الثالث من عمرها ماتت بسبب خطأ طبي مارسته دكتوره روسية تعمل في مستوصف الفتح الطبي بالضالع، وهي حامل في جنينها الأول .
أم فنية بعيون تملؤها الحسرة ودموع مسكوبة على خديها تقول " فرحنا ببشارة حمل ابنتي بمولودها الأول التي تاخرت ست سنوات عن الحمل لكن تبددت فرحتي ورجعت أحزان وآلام لا أستطيع تحملها بنظرتي لهذه الطفلة يابني"
وأسعفت فنية الى مدينة الضالع بسبب تعسر ولادتها في قريتها (عمور) التي تبعد عن المدينة بعشرات الكيلو مترات طلبا لمساعدتها في الوضع لا لقتلها على يد وحش يتمثل ببشري يرتدي لباس ملائكة الرحمة .
ففي حالتنا اليمنية وفي ظل عدم الرقابة والمحاسبة باتت حياة العشرات من المواطنين عرضة للأخطاء الطبية القاتلة، لأشخاص ليس لهم في مهنة الطب إلا اسمها.
كثيرًا ما يتداول الناس أخبار الأخطاء الطبية التي تودي بحياة الكثيرين في بلد لا تنقصه المآسي والجراح، لكن الأكثر إيلامًا أن تمر تلك الأحداث في أكثر من مستشفى ومحافظة، مرور الكرام دون محاسبة أو رقيب ومعها صارت أرواح الكثير من المرضى رخيصة وعرضة للمزيد من الكوارث.
وإذا ما نظرنا لواقع الحال فإن أخبار الموت عن طريق الخطأ غدت كثيرة ولم تقتصر على مستشفى معين أو محافظة بعينها، لكنها ربما شملت العديد من المستشفيات مع تفاوت نسبي لبعض المستشفيات التي بات الموت الخطأ فيه يتكرر أكثر من مرة كما هو الحال بمستشفى الفتح في محافظة الضالع والذي ربما سجل العدد الأكبر من حيث العمليات الخطأ.
بالأمس القريب وتحديدا مطلع الشهر الجاري، تناقل الناس خبر وفاة امرأة حامل في ذات المستشفى نتيجة خطأ طبي، فضلًا عن أخطاء سابقة لذات الطبيبة، الأمر الذي ينبغي على السلطات الصحية في المحافظة والجمهورية إلى الوقوف بحزم ومسؤولية باعتبار حياة الناس ليست سهله إلى هذه الدرجة، كما أن على المنظمات الحقوقية والعاملة في الجانب الإنساني إلى التحرك السريع واعتبار ما يجري في المستشفى هذا او غيره مصادرة لحياة الناس ووأد لأحلام الكثير من الفتيات والأطفال الذين (قُتلوا) بمشارط الأطباء قبل أن ترى أعينهم النور.