واشنطن تفضح تمويل إيران للحوثي

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

فضحت واشنطن، امس الخميس، الدعم الإيراني بالصواريخ والمسيرات لميليشيات الحوثي الإرهابيية في اليمن، وتعهدت بمنع الهجمات ضد المدنيين ودول الجوار.

 

وقالت الخارجية الأميركية إن عدم إدراج ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في قائمة المنظمات الإرهابية، لن يمنع واشنطن من التحرك لمنع هجماتها ضد المدنيين.

 

وفيما جددت التزامها للقيام بمعالجة التبعات الإنسانية للأزمة اليمنية، أكد خبراء ومحللون أهمية إدارج واشنطن الحوثيين على قوائم الإرهارب بعد تصاعد جرائمهم بحق اليمنيين واستهداف المنشآت المدنية في الإمارات.

 

تمويل بالصواريخ والمسيرات

 

وإدراج الميليشيات بقوائم الإرهاب سيحد من الدعم المالي والعسكري الإيراني للانقلابيين ما يعطل على قدرتهم على تمويل الحرب وينهى قدراتهم ومن ثم إنهاء الحرب الممتدة منذ 7 سنوات، بحسب المراقبين.

 

وقال قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال فرانك ماكينزي، إن بلاده لا تزال "في وضعية ردع متنازع عليه مع إيران في المنطقة"، مؤكدا أن "طهران تعول على مجموعاتها لتنفيذ الأعمال العدوانية".

 

وأضاف الجنرال ماكينزي، بحسب الخارجية الأميركية، أن "الصواريخ الباليستية والمسيرات الإيرانية هي الخطر الأكبر، ونحن نسق مع حلفائنا الإماراتيين والسعوديين لصدّ أي هجمات على البلدين".

 

بدوره، قال السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي، إن رفع ميليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب أدى إلى زيادة هجماتها.

 

وأضاف أن عدم الرد بقوة على الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية في المنطقة، أدى إلى زيادة المخاطر على الأميركيين.

 

ورفض زعيم الجمهوريين تجاهل إدارة الرئيس جو بايدن تقديم الدعم اللازم للدول الحليفة في المنطقة لمواجهة إيران.

 

الحل بقوائم الإرهاب

 

ومعلقا على تصريحات الخارجية الأمريكية، يقول مدين قبيصي، عضو إعادة الانتشار لتنفيذ اتفاق الحديدة، أن "الشعب اليمني يعيش منذ 7 سنوات أوقاتا عصيبة جراء جرائم الحوثي، ولن يكون في مأمن من جرائمها، إلا بإعادة تصنيفها منظمة إرهابية وهو أمر أصبح مطلب شعبي ورسمي باليمن".

 

ويضيف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن إدراج الميليشيات بقوائم الإرهاب سيضع الشركات المصرفية الحوثية تحت الرقابة الدولية، وسيخنق مصادر الدعم المالي لها بما يسهم في إنهاء الانقلاب والحرب في اليمن".

 

قبيصي يقول إن إدراج الانقلابيين كذلك "سيفرض عليهم عزلة دولية كما سيدخلم في مقاطعة واسعة ويفض ارتباطها مع إيران".

 

كما سيفتح الباب أمام محاكمة قادتها أمام المحاكم الدولية على ملاييين الجرائم بحق الشعب اليمن، بحسب قبيصي.

 

تحالف الشر

 

ومن واشنطن، يعلق المتخصص في الشأن الأميركي والعلاقات الدولية، إيهاب عباس، لموقع "سكاي نيوز عربية"، بأن "إيران تقف خلف تلك الجرائم بإمداد الحوثيين بالدعم اللوجيستي وبأسلحة متقدمة تسمح لهم الاعتداء على دول الجوار، آملا في تطبيق أيديولوجية الشر الإيرانية صاحبة العصور الوسطى".

 

ويضيف أن "حذف اسم ميليشيات الحوثي من قائمة المنظمات الراعية للإرهاب، كان خطأ والآن يتعين على إدارة بايدن إعادة إدراجهم مرة أخرى".

 

ويفسر أن إعادة إدارج المليشيات بقوائم الإرهاب "أصبح ضرورة قصوى بعد تصاعد إرهاب تحالف الشر بين الحوثي وإيران، كما أن حالة التراخي الدولي تجاه جرائم بالداخل اليمني جعل المليشيات تصاعد إرهابها".

 

عباس أعرب عن أمله أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في محاصرة إرهاب الحوثي وقبله إيران" للسيطرة على الشر في المنطقة ولتحقيق السلم والأمن الدولي والإقليمي ".

 

ومفسرا يقول خالد عايش، مدير الملتقى الوطني لحقوق الإنسان اليمني، إن "إيران تستخدم الميليشيات كورقة لابتزاز المجتمع الدولي في عدة ملفات بينها محادثات الاتفاق النووي الإيراني".

 

ويردف:" حال استمرار حالة التراخي الدولية تجاه جرائم الحوثي ستتحول الميليشيات إلى داعش جديد في اليمن وحينها سيحتاج العالم تحالف دولي جديد لكبح إرهابها".

 

قطع شرايين الإرهاب

 

وارتكبت ميليشيات الحوثي الإرهابية ملايين الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين داخل اليمن وخارج، تمثلت في مقتل أكثر من 40 ألف وإصابة عشرات الآلاف في هجمات عسكرية مباشرة، أو بزرع آلاف الألغام بالطرقات والمزارع.

 

ويقول وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي إن تصنيف الميليشيات منظمة إرهابية سيقيد الجوانب المالية للميليشيات وهذا شيء مهم للغاية، لأن الأموال التي تصل من إيران تمكن الحوثي من تأمين المصادر المالية لقطاع التسليح وتوفير وشراء أدوات الإرهاب.

 

ويضيف في تصريحات خاصة لموقع " سكاي نيوز عربية"، أنه :"على واشنطن أن تعمل بما يحقق مصالح اليمنيين ويبعد عنهم ويلات الإجرام الحوثي بإعادة تصنيف الحوثي بقوائم الإرهاب".

 

الصواريخ تطارد النازحين

 

ودأبت الميليشيات على قصف مخيمات النازحين في مأرب بالصواريخ الباليستية والمدفعية والمسيرات في جرائم تنتهك القانون الدولي الإنساني.

 

وكشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، عن تعرض 12 مخيما للنازحين لهجمات باليستية حوثية بمحافظة مأرب.

 

والتقرير أكد أن الحوثيين هاجموا في ديسمبر الماضي، 12 موقعا للنازحين في مأرب تقع بـ4 صواريخ باليستية، ما أسفر عمن نزوح المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا في مأرب الوادي.

 

وطبقا للأمم المتحدة فإن الصواريخ الحوثية تهدد نحو 4600 عائلة تستوطن 11 مخيما.

 

والتدخل الإيراني باليمن عبر الانقلابيين فاقم أزمة اليمنيين الإنسانية والاقتصادية وعطل الحياة السياسية بالبلاد وخلف آلاف الخسائر والإصابات في أرواح المدنيين.

 

وكان نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قال إن هجمات الحوثي تعيق الحل الدبلوماسي في اليمن.