دمّر الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن قبل نحو سبع سنوات، مختلف القطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي، الأمر الذي أدى لتفشي الكثير من الأمراض التي تفتك بحياة اليمنيين. وأنهى انقلاب الميليشيا آمال اليمنيين بحياة أفضل، إذ اغتال أحلامهم وحوّل أراضيهم حقول ألغام ومنازلهم خياماً في الوديان والصحاري، لتكتمل المأساة بتهديد الشلل حياة الأطفال.
عاد شلل الأطفال مجدداً للظهور، بعد أكثر من 13 عاماً على إعلان منظمة الصحة العالمية اليمن خالياً منه. واتهمت الحكومة الشرعية ميليشيا الحوثي بالتسبب في عودة المرض جراء تعنتها ورفضها التعاون لتنفيذ حملات التطعيم بشكل سليم في المناطق التي تسيطر عليها، رغم توافر اللقاحات.
وقالت إدارة الترصد الوبائي بوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، إنّ الإدارة سجلت 11 حالة إصابة بشلل الأطفال تم الإبلاغ عنها رسمياً في المحافظات التابعة للحكومة، فيما سُجلت 50 حالة إصابة في مناطق سيطرة الميليشيا معظمها في محافظتي حجة وصعدة.
في السياق، دشنت وزارة الصحة اليمنية، حملة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، استهدفت قرابة مليونين ونصف مليون طفل دون سن العاشرة، بتمويل منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف». ووفق وزارة الصحة، فإنّ حملة التحصين تشمل 119 مديرية في 12 محافظة تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وينفذها أكثر من ستة آلاف و166 فرقة صحية مكونة من 12 ألف كادر صحي، وستنفذ الحملة بالوصول إلى الأطفال المستهدفين في المنازل والمدارس، مشيرة إلى أنّ 366 فرقة صحية ستعمل من مواقع ثابتة، فيما ستعمل باقي الفرق بشكل متحرك.
ودعت وزارة الصحة اليمنية، المنظمات الدولية لضرورة الضغط على الحوثيين للقبول بتنفيذ حملات التحصين في مناطق سيطرتهم، بحسبان منعهم حملات التحصين السبب الرئيس في عودة المرض وغيره من الأمراض التي قد تظهر في ظل استمرار هذا التعنت إزاء حملات التحصين من مختلف الأمراض.
وتهدد ميليشيا الحوثي حياة اليمنيين بشكل مستمر، إذ رفضت في وقت سابق تسلم لقاحات فيروس كورونا من أجل تنفيذ حملات التطعيم في مناطق سيطرتها، واضعة حياة المدنيين في مناطقها في خطر الإصابة بالفيروس الخطير. وأكّدت «إشراق السباعي»، الناطقة باسم لجنة الطوارئ ومكافحة فيروس كورونا، أن الحوثيين مستمرون في منع وصول اللقاحات لمستحقيها في مناطقهم، ويرفضون تسلم لقاحات كورونا وحتى الخاصة بالكادر الطبي خط الدفاع الأول، ما أدى إلى تزايد حالات الوفاة في مناطقهم.