أطفال اليمن.. من المدارس إلى جبهات الحوثي

تقارير وحوارات
قبل سنتين I الأخبار I تقارير وحوارات

حملة التجنيد الجديدة التي أطلقتها ميليشيا الحوثي في صفوف طلاب المدارس بمناطق سيطرتها، جاءت بعد الخسائر التي منيت بها، حيث تسعى الميليشيا للتعويض وتعزيز صفوفها تجنباً للمزيد من الهزائم في المواجهات الدائرة مع القوات الحكومية المسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.

 

ووفق إعلام الميليشيا ومصادر سياسية، فإن زعيمها وجه بنزول الوزراء ومن يسمون أعضاء مجلس النواب والمشرفين والقضاة والمسؤولين عن التعليم إلى قرى المحافظات الخاضعة لسيطرتهم لتدشين حملة تجنيد جديدة تستهدف أساساً طلاب المدارس والمراهقين، والعاطلين عن العمل، لتعويض الخسائر البشرية التي منيت بها في محافظات مأرب وشبوة وحجة، إلى جانب السعي لتعزيز قوات الميليشيا لمواجهة الهجوم المتواصل الذي تشنه القوات الحكومية في حجة وصعدة ومأرب والجوف وغرب تعز وجنوب الحُديدة.

 

محاضرة أم تهديد

 

الناشط الحقوقي عبد الله العلفي قال إن ولداه محمد (2 ثانوي) وفؤاد (1 ثانوي) عادا من المدرسة وأخبراه أن مشرفاً ثقافياً من الميليشيا زار المدرسة وألقى في كل فصل دراسي محاضرة لحث الطلاب على الالتحاق بجبهات الحرب، حيث قال لهم: «لا يوجد حياد في الدفاع عن اليمن إما تكون مجاهداً أو منافقاً». وتساءل العلفي إن كانت هذه محاضرة ثقافية أم تهديداً.

 

وقال منصور عيد الله وهو معلم في محافظة إب إن أعضاء في برلمان الميليشيا ومسؤولي مكاتب التعليم والمسؤولين المحليين استدعوا وجهاء القرى إلى اجتماع عاجل وأبلغوهم فيه بضرورة حشد المزيد من المقاتلين وأن كل قرية مطالبة بإرسال خمسة مقاتلين على الأقل أو دفع خمسة ملايين لدعم مقاتلين سيتم إحضارهم من محافظات أخرى.

 

وطبقاً لما ذكرته مصادر تعليمية فإن مندوبين عن ما يسمى «المكتب التربوي» للحوثيين من الذكور والإناث نزلوا إلى المدارس وأوقفوا العملية التعليمية لإلقاء ما يسمونها دروساً ثقافية حرضوا فيها الطلاب على القتال والالتحاق بالمعسكرات التي تم فتحها، وأن الأمر ذاته حدث في جميع المساجد التي تديرها عناصر الميليشيا.

 

أزمة تجنيد

 

أكدت مصادر متعددة أن ميليشيا الحوثي تعاني من أزمة تجنيد بسبب عزوف الكثيرين عن الالتحاق بمعسكراتهم بعد سقوط عدد كبير من القتلى، رغم إغلاق الميليشيا كل سبل العيش أمام السكان، ولم يبق سوى باب الالتحاق بالمعسكرات للحصول على راتب شهري وحصّة غذائية من المنظمات الدولية كل شهر.