تمتد حقول مزروعة بالقمح في شمال غرب اليمن، لكن هذه الكميات غير كافية لإطعام سكان هذا البلد الذي يشهد حرباً مدمرة، بينما يتخوف اليمنيون من نقص القمح بسبب نزاع آخر يجري في أوكرانيا.
وفي محافظة الجوف، يجمع المزارعون البذور الثمينة، تمهيداً لطحنها وبيعها. وفيما تتزايد أعداد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة، يرى اليمن، الذي يعاني سكانه فقراً شديداً، حرباً أخرى تهدّد أمنه الغذائي، إذ تؤمن أوكرانيا نحو ثلث إمداداته من القمح.
وتحذّر المنظمات الإغاثية من أنّ نقص التمويل سيؤدي إلى تفاقم عواقب النزاع الذي قتل مئات آلاف وشرّد ملايين السكان ودمّر الاقتصاد وتسبّب بأكبر أزمة إنسانية في العالم.
ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة، إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ودخلت هدنة لمدة شهرين، قابلة للتمديد في اليمن، حيز التنفيذ منذ نحو أسبوع.
وأثارت الهدنة الهشة في اليمن الغارق في الحرب تفاؤلاً حذراً لدى كثير من السكان، الذين يخشون أن يصابوا بخيبة أمل جديدة.
وتنتج أوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، وهو ما يثير خشية من تفاقم الجوع في بلد ارتفعت فيه أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف منذ العام الماضي، وفق الأمم المتحدة، وبات غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم.
ويحذر علي الكبوس، الذي يعمل في استيراد وبيع القمح، من أنه «إذا استمرت الأزمة في أوكرانيا، فإن سعر القمح سيزيد هنا».
ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أيضاً بسبب الحرب في أوكرانيا، يشير الكبوس إلى أن «هذا العبء سيزيد على المواطنين».
وبلغت أسعار السلع الغذائية العالمية «أعلى المستويات على الإطلاق» في مارس، في وقت عرقل الهجوم الروسي على أوكرانيا صادرات القمح والحبوب، حسبما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» يوم الجمعة الماضي.