تشكل عودة المجلس الرئاسي اليمني إلى عدن نقطة تحول تاريخية في تاريخ البلاد الممزق بسبب الحروب، وفرصة جديدة لتوحيد الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية للنهوض باليمن وتجنيبه النزاعات.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن المجلس الرئاسي اليمني بعد اجتماعه الأول في عدن وأداء اليمين الدستورية، شدد على النهوض بالاقتصاد والتنمية وتوحيد المؤسسات العسكرية.
تحديات
قال مراقبون لصحيفة "العرب" اللندنية، إن هناك جملة من التحديات التي ستعترض طريق مجلس القيادة الرئاسي اليمني الذي أدّى اليمين الدستورية، الثلاثاء، في العاصمة عدن، في ظل إجراءات أمنية مشددة وحضور دبلوماسي إقليمي ودولي عالي المستوى، ومن بينها تثبيت الوضع الأمني والحد من الاختراقات الحوثية والحفاظ على حالة الانسجام والتجانس بين كافة المكونات والقوى المشاركة في المجلس الرئاسي.
ونوّه محللون سياسيون بأن توحيد مؤسستي الأمن والجيش في الحكومة اليمنية وفقاً لما أشار إليه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في كلمته عقب أداء اليمين الدستورية سيكون أحد أبرز التحديات التي ستواجه عمل المجلس بالنظر إلى تعقيدات هذا الملف في أوقات سابقة.
وتؤكد مصادر للصحيفة، أن استكمال تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقّع في 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي سيكون إحدى أولويات المرحلة القادمة وفقاً لما نصت عليه مخرجات مشاورات الرياض التي رعاها مجلس التعاون الخليجي.
وحول إمكانية استكمال اتفاق الرياض بعد مخرجات مشاورات الرياض، قال الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لـ"العرب"، إن "مشاورات الرياض ليست نقيضاً لاتفاق الرياض بل على العكس هي جاءت لإزالة معيقات تنفيذ اتفاق الرياض وبالتحديد مشكلة مؤسسة الرئاسة التي لم تعطل اتفاق الرياض فحسب بل وقفت بالمرصاد لكل جهود التوافق بين القوى السياسية".
انطلاقة جديدة
أكدت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن انعقاد المجلس الرئاسي في عدن هو انطلاقة جديدة من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لمعركة استعادة اليمن الكبير وإعادة تنميته وبنائه وتطبيع الأوضاع في مختلف المناطق، عبر توحيد وتحالف جميع القوى الوطنية بمشاركة ومباركة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.
وقالت الصحيفة، إن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح أوضح، أن عدن تفتح الأفق لتحالف وطني باتجاه صنعاء، لاستعادة اليمن. وأضاف صالح عقب مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الجديد، بقوله "كان النصر الأول ضد إيران في عدن، وفي مثل هذا الشهر الفضيل، تشارك فيه الدم الجنوبي بالدم الإماراتي والسعودي، إدراكاً مبكراً لخطورة المعركة".
من جانبه، وصف سفير اليمن لدى قطر راجح بادي ما حدث في عدن باليوم "التاريخي" الذي لن يمّحى من ذاكرة اليمنيين، وقال في تصريح خاص لـ"الشرق الأوسط"، إن "اليمنيين يعلقون آمالهم على ما حدث في عدن، لتوحيد صفوفهم وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم من أجل استعادة الدولة وهو الهدف الأكبر والأسمى الذي تحدث عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي لاستعادة الدولة سلماً أو حرباً بمساندة أشقائنا في التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية".
مرحلة تاريخية
صحيفة "اليوم" السعودية، قالت في كلمة لها، إن الجمهورية اليمنية تدخل مرحلة تاريخية جديدة تصطف فيها مختلف الأطياف والمكونات اليمنية خلف مجلس القيادة الرئاسي، بعد أداء أعضائه القسم أمام مجلس النواب في العاصمة عدن، وذلك بعد أداء مجلس القيادة الرئاسي لليمين الدستورية أمام البرلمان، وهو ما يعكس اكتمال القوام الإستراتيجي للسلطات الخاصة بالدولة اليمنية، كما يعني أيضاً وجود النصاب المطلوب لأن يكون القرار يمنياً محلياً اتساقاً مع الدستور اليمني والمرجعيات السياسية المؤسسة للمرحلة الانتقالية ونتائج المشاورات اليمنية-اليمنية.
وأكدت الصحيفة على دعم دول مجلس التعاون الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له، وتعهده بمواصلة دعم اليمن اقتصادياً وتنموياً وإغاثياً وإنسانياً، لتمكين الشعب اليمني من تجاوز معاناته والوصول إلى حل سياسي شامل ينقل اليمن من حالة الحرب والدمار إلى السلام والتنمية لينعم شعبه بالأمن والاستقرار.
وقالت الصحيفة، إن أبناء الشعب اليمني وكل القوى الوطنية في البلاد مطالبون اليوم بالاستجابة لدعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، للالتفاف حول مشروع استعادة الدولة ونبذ الخلافات والمناكفات، وتوجيه الجهود كافة لاستعادة الدولة ومؤسساتها، وتحقيق الأمن والاستقرار، خاصة مع تواجد قيادات المكونات الفاعلة من مختلف الأطياف السياسية اليمنية في العاصمة عدن للمشاركة في مراسم أداء مجلس القيادة الرئاسي لليمين الدستورية أمام البرلمان.. وهو ما يشكل مؤشر نجاح لبداية ممارسة المجلس الرئاسي لمهامه من داخل اليمن.
دعم إماراتي سعودي
قالت صحيفة "البيان"، إن مجلس الرئاسة في اليمن يمضي بخطوات مدروسة لإنقاذ البلاد من الحرب وتداعياتها، مدعوماً من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وبقية أشقائه العرب والمجتمع الدولي. الإمارات والسعودية اللتان قدمتا لليمن منحة عاجلة قيمتها 3 مليارات و300 مليون دولار، دعتا لانعقاد مؤتمر دولي هدفه دعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي وتوفير المشتقات النفطية.
وأكدت الصحيفة، أنه بهذا الدعم والمساندة بإمكان المجلس الذي وضع خريطة طريق لعمله خلال المرحلة القادمة، أن يواصل مسيرة وضع البلد على سكة السلامة، سيما وأن خريطة الطريق التي رسمها لنفسه تشمل إحلال السلام واستعادة الدولة وتوحيد الجيش والأمن ومعالجة الوضع الاقتصادي وضمان المشاركة الشاملة لشرائح المجتمع في إدارة الدولة.
وبحسب الصحيفة، طالما أن المجلس تبنى العمل بروح الفريق الواحد، والتزم أمام أبناء الشعب اليمني بالسير على قاعدة الشراكة والتوافق لمواجهة التحديات، فإنه سيحقق أهداف أحرار اليمن المتمثّلة أساساً في إنهاء الانقلاب والحرب.